فأقبل علينا الحسين وقال: لا خير في العيش بعد هؤلاء، فعلمنا أنه قد عزم رأيه على المسير فقلنا له: خار اللَّه لك، فقال: رحمكما اللَّه. فقال له أصحابه: انك واللَّه ما أنت مثل مسلم بن عقيل ولو قدمت الكوفة لكان الناس اليك أسرع، فسكت ثم انتظر حتى إذا كان السحر قال لفتيانه وغلمانه: اكثروا من الماء. فاستقوا واكثروا ثم ارتحلوا» «1».
قال السيد ابن طاووس: «قال الراوي: نزل الثعلبية وقت الظهيرة فوضع رأسه فرقد، ثم استيقظ فقال: قد رأيت هاتفاً يقول: انتم تسرعون والمنايا تسرع بكم إلى الجنة، فقال له ابنه علي: يا أبه أفلسنا على الحق؟ فقال: بلى يا بُني، واللَّه الذي إليه مرجع العباد فقال: يا أبه اذن لا نبالي بالموت، فقال الحسين عليه السّلام: جزاك اللَّه يا بني خير ما جزى ولداً عن والده، ثم بات في الموضع المذكور فلما اصبح إذا برجل من الكوفة يكنى أبا هرة الأزدي قد أتاه فسلم عليه، ثم قال:
يا ابن رسول اللَّه، ما الذي أخرجك عن حرم اللَّه وحرم جدك رسول اللَّه؟ فقال الحسين: ويحك يا أبا هرّة ان بني امية أخذوا مالي فصبرت، وشتموا عرضي فصبرت، وطلبوا دمي فهربت. وايم اللَّه لتقتلني الفئة الباغية وليلبسنهم اللَّه ذلًا شاملًا وسيفاً قاطعاً وليسلطن اللَّه عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل من قوم سبأ إذ ملكتهم امرأة فحكمت في أموالهم ودمائهم» «2».
9- الشقوق «3»: قال ابن شهر آشوب «لما نزل الشقوق أتاه رجل فسأله