قال بسرٍ سرّ لي وعلم أعطيته» «1».
وروى بإسناده عن الأعمش، قال: «قال لي أبو محمّد الواقدي وزرارة بن حلج: لقينا الحسين قبل أن يخرج إلى العراق بثلاث ليال، فأخبرناه بضعف الناس في الكوفة وان قلوبهم معه وسيوفهم عليه، فأومأ بيده نحو السماء ففتحت أبواب السماء ونزل من الملائكة عدد لا يحصيهم الّا اللَّه، وقال: لو لا تقارب الأشياء وحبوط الأجر لقاتلتهم بهؤلاء، ولكن أعلم أعلم علماً أن هناك مصرعي ومصارع اصحابي لا ينجو منهم الّا ولدي علي» «2».
قال المسعودي: «ولما عزم الحسين على الخروج إلى العراق بعد أن كاتبه أهل الكوفة ووجه مسلم بن عقيل اليهم على مقدمته فكان من أمره ما كان وأراد الخروج، بعثت اليه أم سلمة اني أذكرك اللَّه يا سيدي أن لا تخرج قال: ولم؟ قالت:
سمعت رسول اللَّه يقول: يقتل الحسين ابني بالعراق واعطاني من التربة قارورة أمرني بحفظها ومراعاة ما فيها، فبعث اليها: واللَّه يا أماه اني لمقتول لا محالة فأين المفر من قدر اللَّه المقدور؟ ما من الموت بد، واني لأعرف اليوم والساعة والمكان الذي أقتل فيه وأعرف مكاني ومصرعي والبقعة التي أدفن فيها وأعرفها كما أعرفك، فان أحببت أن اريك مضجعي ومضجع من يستشهد معي فعلت، قالت:
قد شئت وحضرته، فتكلم باسم اللَّه عزّوجل الاعظم فتخفضت الأرض حتى أراها مضجعه ومضجعهم وأعطاها من التربة حتى خلطتها معها بما كان، ثم قال لها: اني أقتل في يوم عاشوراء وهو اليوم العاشر من المحرم بعد صلاة الزوال فعليك