الكتاب؟ قال: لئلا تعلم ما فيه، قال: وممن الكتاب؟ وإلى من؟ قال: من الحسين إلى جماعة من أهل الكوفة لا أعرف أسماءهم، فغضب ابن زياد وقال: واللَّه لا تفارقني حتى تخبرني بأسماء هؤلاء القوم أو تصعد المنبر فتلعن الحسين بن علي واباه وأخاه وإلا قطعتك ارباً إرباً، فقال قيس: أما القوم فلا أخبرك بأسمائهم، وأما لعن الحسين وأبيه وأخيه فأفعل، فصعد المنبر فحمد اللَّه وأثنى عليه وصلى على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وأكثر من الترحم على علي والحسن والحسين صلوات اللَّه عليهم، ثم لعن عبيد اللَّه بن زياد واباه ولعن عتاة بني أمية من أولهم إلى آخرهم ثم قال:
أيها الناس أنا رسول الحسين اليكم وقد خلفته بموضع كذا فأجيبوه، فأخبر ابن زياد بذلك فأمر بإلقائه من أعالي القصر فألقي من هناك فمات.
فبلغ الحسين عليه السّلام قتله فاستعبر بالبكاء، ثم قال: اللهم اجعل لنا ولشيعتنا منزلًا كريماً، واجمع بيننا وبينهم في مستقر من رحمتك، انك على كل شي ء قدير» «1».
5- ماء من مياه العرب: قال الطبري: «عليه عبد اللَّه بن مطيع العدوي، وهو نازل ها هنا فلما رأى الحسين قام اليه، فقال: بأبي أنت وأمي يا ابن رسول اللَّه ما أقدمك، واحتمله فأنزله، فقال له الحسين: كان من موت معاوية ما قد بلغك، فكتب إلي أهل العراق يدعونني إلى أنفسهم، فقال له عبد اللَّه بن مطيع: اذكرك اللَّه يا ابن رسول اللَّه وحرمة الإسلام أن تنتهك، أنشدك اللَّه في حرمة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، أنشدك اللَّه في حرمة العرب فواللَّه لئن طلبت ما في أيدي بني