وروى بأسناده عن أبي حيَّان التميمي عن أبيه، قال: «رأيت علي بن أبي طالب على المنبر، يقول: من يشتري منّي سيفي هذا؟ فلو كان عندي ثمن إزار ما بعته فقام اليه رجل فقال: أنا اسلفك ثمن ازار» «١».
قال أبو جعفر الاسكافي: «وكان علي عليه السلام يجمع الفقراء فيعطيهم الطعام ويجعلهم الرفقاء فإذا اخذوا امكنتهم جاء إلى رفقة منها، فقال: هل أنتم موسعون؟ فيقولون: نعم فيجلس فيأكل معهم، وقال: فمن بلغ هذه المنزلة، في تواضعه وزهده، يخدمهم بنفسه، ويقدّمهم قبله، ويكون دونهم في منازلهم» «٢».
وروى المتقي باسناده عن زاذان عن علي «انه كان يمشي في الاسواق وحده وهو وال يرشد الضّال وينشد الضّال ويعين الضعيف ويمر بالبياع والبقال، فيفتح عليه القرآن ويقرأ:«تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً» «3» ويقول: نزلت هذه الآية في أهل العدل والتواضع من الولاة وأهل القدرة على سائر النّاس» «4».
وروى بأسناده عن أبي عمرو بن العلاء عن أبيه، قال: «خطب علي، فقال:
ايها الناس واللَّه الذي لا اله الّا هو، ما رزأت من مالكم قليلًا ولا كثيراً الّا هذه وأخرج قارورة من كمّ قميصه فيها طيب، فقال: اهداها الّي دهقان» «5».
وروى باسناده عن أبي البختري: «انّ رجلًا أتى علياً فاثنى عليه وكان قد