بدرهم فحمله في ملحفته فقال له رجل: أنا عنك احمله، فقال: لا، أبو العيال أحقّ أن يحمل حاجته، قال: وهو يومئذٍ خليفة» «1».
وروى بأسناده عن أبي أعور، قال: «عوتب علي على تقلله في الدنيا وشدة عيشه، فبكى وقال: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يبيت الليالي طاوياً وما شبع من طعام أبداً، ولقد رأى يوماً ستراً موشى على باب فاطمة رضي اللَّه عنها فرجع ولم يدخل وقال: مالي ولهذا؟ غيبوه عن عيني، مالي وللدنيا. وكان يجوع فيشد الحجر على بطنه، وكنت أشدّه معه، فهل اكرمه اللَّه بذلك أم اهانه؟ فان قال قائل: أهانه، كذب ومرق، وان قال: اكرمه، فيعلم ان اللَّه قد أهان غيره حيث بسط له الدنيا وزواها عن أقرب الناس اليه واعزّهم عليه حيث خرج منها خميصاً، وورد الآخرة سليماً، لم يرفع حجراً على حجر ولا لبنة على لبنةٍ، ولقد سلكنا سبيله بعده، واللَّه لقد رقعت مدرعتي هذه حتى استحييت من راقعها، ولقد قيل لي: ألا تستبدل بها غيرها؟ فقلت للقائل: ويحك اعزب، فعند الصباح يحمد القوم السّرى» «2».
وروى عن أبي أراكة: «وكان علي يمشي يوم العيد إلى المصلّى ولا يركب» «3».
وروى الوصابي باسناده عن عبداللَّه بن زرير، قال: «دخلت على علي بن أبي طالب يوم الأضحى فقرب الينا خزيرة، فقلت: أصلحك اللَّه لو قربت الينا هذا البط يعني الأوز، فانّ اللَّه قد أكثر الخير، قال: يا ابن زرير، سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: لا يحلّ للخليفة من مال اللَّه الّا قصعتان قصعة يأكلها هو وأهله، وقصعة يضعها بين أيدي الناس» «4».