العلماء رحمهم اللَّه: لم يرد- رضي اللَّه عنه- به زكاة مال يملكه، وانّما أراد الوقوف التي تصدق بها وجعلها صدقة جارية وكان الحاصل من غلتها يبلغ هذا القدر قالوا: ولم يدخر رضي اللَّه عنه قطّ ما لا يقارب هذا المبلغ ولم يترك حين توفي الّا ستمائة درهم وروينا انّه كان عليه ازارٌ اشتراه بخمسة دراهم» «1».
وروى الهيثمي باسناده عن عمّار بن ياسر، قال: «سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول لعلي: اللَّه زينّك بزينة لم يزيّن العباد بزينة احبّ اليه منها وهي زينة الأبرار، الزهد في الدنيا، جعلك لا تملك من الدنيا شيئاً، وجعلها لا تنال منك شيئاً ووهب لك حبّ المساكين» «2».
وروى الوصّابي باسناده عن أبي صالح عن أبيه عن جده قال: «رأيت عليّاً اشترى تمراً بدرهم، ثم جعله في ملحفته فقيل يا أميرالمؤمنين: ألا نحمله عنك، قال: أبو العيال أحق بحمله» «3».
وروى سبط ابن الجوزي عن ابن عباس، قال: «دخلت عليه يوماً وهو يخصف نعله، فقلت له: ما قيمة هذا النعل حتى تخصفها؟ فقال: هي واللَّه أحب إلي من دنياكم أو إمرتكم هذه، الّا ان اقيم حقاً أو أدفع باطلًا، ثم قال: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يخصف نعله ويرقع ثوبه ويركب الحمار ويردف خلفه» «4».
وروى بأسناده عن أبي النوار بايع الكرابيس، قال: «اشترى عليّ تمراً