الدّنيا وأكلوا التراث أكلًا لمّا وأحبّوا المال حبّاً جمّاً واتخذوا دين اللَّه دغلًا وماله دولًا؟ قلت: أتركهم وما اختاروا، وأختار ما اختاره اللَّه ورسوله والدّار الآخرة، وأصبر على مصيبات الدنيا وبلواها حتى ألحق بكم إن شاء اللَّه تعالى، قال:
صدقت اللّهم افعل ذلك به» «1».
قال محمّد صدر العالم: «أخرج الطبراني ان علياً أتي يوم البصرة بذهب وفضّة، فقال: ابيضي واصفري وغرّي غيري، غرّي أهل الشام غراً إذا ظهروا عليك، فشقّ قوله ذلك على الناس فذكر ذلك له فأذّن في الناس فدخلوا عليه، فقال: انّ خليلي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: يا عليّ، انك ستقدم على اللَّه وشيعتك راضين مرضيّين، ويقدم عليك عدوك غضاباً مقمحين. ثمّ جمع علي يده إلى عنقه يريهم الإقماح» «2».
وروى باسناده عن أبي سعيد، قال: «دخلت على علي وبين يديه ذهبٌ فقال: أنا يعسوب المؤمنين وهذا يعسوب المنافقين، وقال: بي يلوذ المؤمنون وبهذا يلوذ المنافقون «اليعسوب» هو أمير النحل وذكرها ثم كثر ذلك حتّى سمّوا كل رئيس يعسوباً» «3».
وقال: «وامّا زهده رضي اللَّه عنه فهو من الأمور المشهورة التي اشترك في معرفتها الخاص والعام. واما ما رويناه عنه في مسند الإمام أحمد بن حنبل رحمه اللَّه وغيره انّه رضي اللَّه عنه، قال: لقد رأيتني وإني لأربط الحجر على بطني من الجوع وانّ صدقتي لتبلغ اليوم أربعة آلاف دينار، وفي رواية أربعين ألف دينار، فقال