أما قبل الولادة في الجنين وخاصة في الشهر الثاني من الحمل فإن التغيير يكون فيه على أشده..
ففي كل لحظة هناك تغيير في الشكل أو في الوظيفة أو في إزالة مجموعة من الخلايا قد أدت وظيفتها أو في بناء مجموعة أخرى..
ان ما يحدث في الجنين شبيه إلى حد ما بما يحدث عند بناء عمارة فهناك السقالات والأعمدة التي تقام ثم تهدم وتزال بعد أداء وظيفتها.. وهناك بناء الأساس أولا ثم بناء الأعمدة والجدران ثم بعد ذلك تأتي مرحلة الأبواب والنوافذ.. ثم تأتي بعد ذلك مرحلة التبليط والتزيين والتحسين (الديكور).
ولا يمكن أن تقوم مرحلة التبليط قبل بناء الأعمدة والجدران ولا يمكن وضع الموازييك والتحسينات قبل إقامة الأبواب والنوافذ.. وهكذا كل مرحلة تدلف إلى المرحلة التي بعدها..
وكذلك في بناء جسم الانسان. كل مرحلة تدلف إلى المرحلة التي بعدها.. وما استخدم من أدوات في المرحلة السابقة ولم يعد له حاجة فلا بد من ازالته حتى لا يعيق الطريق.
هذه باختصار هي التسوية والتعديل.. وهي عملية مستمرة في بناء جسم الانسان منذ أن كان جنينا إلى أن يصبح شيخا هرما.. ولكن هذه التسوية والتعديل أبرز ما تكون في الجنين.
ولا يمكن أن تتم التسوية والتعديل الا بعد وضع الأسس.. والأسس لجميع الأعضاء توضع في الفترة ما بين الأسبوع الرابع والثامن.. ولهذا تعتبر هذه الفترة هي الفترة الحرجة التي تكون فيها الجينات أشد ما تكون قابلية للتغيير ولذا فان تأثير الأدوية والعقاقير أو الأشعة أو الحميات مثل الحصبة الألمانية تكون في أوج تأثيرها على الجنين في هذه الفترة..
ولذا ينبغي أن تجتنب الحامل التعرض لتأثيرات الأدوية والعقاقير والأشعة