وجاء في تفسير ابن كثير عن هذه الآية ج 3 / 453 ما يلي:
هذه مفاتيح الغيب التي استأثر الله تعالى بعملها فلا يعلمه أحد الا بعد إعلامه تعالى. فعلم وقت الساعة ولا يعلمه نبي مرسل ولا ملك مقرب " لا يجليها لوقتها الا هو " وكذلك انزال الغيث لا يعلمه الا الله ولكن إذا أمر به علمته الملائكة الموكلون بذلك ومن يشاء الله من خلقه. وكذلك لا يعلم ما في الأرحام مما يريد أن يخلقه الله تعالى سواه. ولكن إذا أمر بكونه ذكرا أو أنثى شقيا أو سعيدا علم الملائكة الموكلون بذلك ومن شاء الله من خلقه. وكذا لا تدري نفس ماذا تكسب غدا في دنياها وأخراها. " وما تدري نفس بأي أرض تموت " في بلدها أو غيره من أي بلاد الله كان لا علم لاحد بذلك. وهذه شبيهة بقوله تعالى " وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو ". الآية وقد وردت السنة بتسمية هذه الخمس مفاتيح الغيب.
وقال الإمام ابن حجر في فتح الباري شرح صحيح البخاري (1) (كتاب التفسير باب إن الله عنده علم الساعة) بعد أن أورد حديث أبي هريرة رضي الله عنه. أن رجلا جاء إلى رسول الله وسأله عن الايمان فأجابه ثم سأل عن الاسلام فأجابه ثم سأله عن الاحسان ثم سأله متى الساعة فقال صلى الله عليه وسلم: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل ولكن سأحدثك عن أشراطها إذا ولدت المرأة ربتها فذاك من أشراطها وإذا كان الحفاة العراة رؤوس الناس فذاك من أشراطها في خمس لا يعلمهن الا الله (إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام).
وحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
مفاتيح الغيب خمس ثم قرأ (إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام) وروى أحمد والبزار وصححه ابن حبان والحاكم من حديث بريدة دفعه قال خمس لا يعلمهن الا الله (إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام).
قال ابن حجر " وأما ما ثبت بنص القرآن أن عيسى عليه السلام قال أنه