متخثرا (متجمدا بالتعبير العربي القديم).. وهذا ما يفسر لنا لماذا توهم الأقدمون ومنهم مفسرو القرآن القدامى أن العلقة هي دم غليظ متجمد.. ذلك لان حجم الكرة الجرثومية في ذلك الوقت لا يزيد عن نقطة الحبر هذه (.) وبما أن الدم المتجمد يحيط بها من كل جانب فإننا نعذرهم إذا وصفوا العلقة بالدم الغليظ المتجمد.. ومع ذلك فإننا نرى ابن الجوزي في كتابه زاد المسير في علم التفسير يقول: وقيل سميت علقة لرطوبتها وتعلقها.
وتبقى الدماء في هذه البحيرات الدموية على هيئتها تلك حتى الأسبوع الثالث عندما يتم الاتصال فيما بين هذه البحيرات وبعض الأوعية الدموية الرحمية فتكون دورة دموية فيما بين هذه الدماء.. وتتحول عندئذ عن صفة الدم المتجمد.. كما اننا سنلاحظ أيضا ان ذلك يصحبه تحول العلقة إلى مضغة وذلك بظهور الكتل البدنية SOMITES. كما أن بداية هذه الدورية الدموية مؤشر هام من أجل تكون المشيمة (PLACENTA) في المستقبل.
وفي هذه الفترة أي فترة العلقة يكون الاتصال بين دماء الام وخلايا التغذية في الجنين CYTOTROPHOBLAST اتصالا مباشرا.. وتتغذى الكرة الجرثومية من هذه الدماء كما انها تتغذى بافرازات الغدد الرحمية التي يبلغ عددها 000, 15 غدة رحمية تفرز جميعها ما يسمى بلبن الرحم UTERINE MILK الذي تتغذى عليه العلقة (1).
وقد سبق أن ذكرنا أن غشاء الرحم يزيد من نصف ميليمتر إلى 7 مليمترات في هذه الآونة كما أنه يزيد من نمو غدده وأوعيته الدموية حجما وعددا.. وتنمو الكرة الجرثومية أثناء انغرازها في غشاء الرحم بما تتغذى عليه من دماء الرحم ومن افرازات غدد الرحم التي تدعى لبن الرحم UTERINE MILK لمشابهتها للبن الام بعد الولادة حيث ينمو عليه الوليد.
والعجيب حقا ان هذه الخلايا الآكلة القاضمة التي تعلق بجدار الرحم لا