وللفقهاء في ذلك ثلاثة أقوال: الأول أنه حرام ولا دليل عليه إلا سدا للذريعة وبعدا عن الوقوع في الحرام والثاني: مكروه كراهة تنزيه. وهذا الوجه أقوى من حيث الدليل حيث قال صلى الله عليه وسلم " اصنعوا كل شئ إلا النكاح ". والثالث: مشروط بضبط المباشر نفسه. فإن كان يثق من نفسه باجتناب الفرج جاز له. والا فيجتنب المباشرة دون السرة وفوق الركبة حيث لا يأمن الوقوع في الحرام..
وهو الجماع والوطئ في الفرج.
وهذا الوجه الأخير استحسنه الامام النووي.
وما عدا ذلك من المخالطة الشديدة للحائض بل والنوم معها في لحاف واحد فهو جائز شرعا.. فقد كان رسول الله صلى عليه وسلم ينام في خميلة واحدة مع زوجاته وهن حيض وكانت عائشة تغسل رأسه وترجله وهي حائض وهو معتكف في المسجد.. وكان يقرأ القرآن وهو متكئ على حجرها وهي حائض..
وهكذا تتضح عناية الاسلام بالمرأة حتى وهي حائض.. واهتم الرسول، صلى الله عليه وسلم بتصحيح ما كانت عليه من امتهان وازدراء كما كانت تفعل اليهود.. بل وشنع الرسول صلى الله عليه وسلم فعلتهم تلك فقال: " ان اليهود كانت إذا حاضت منهم المرأة أخرجوها من البيت ولم يؤاكلوها ولم يجامعوها " ثم علم أصحابه رضوان الله عليهم قائلا لهم: " اصنعوا كل شئ إلا النكاح " رواه مسلم.
ولم يكتف بذلك ولكنه قام عمليا بتنفيذ هذا الدرس الذي ألقاه عليهم..
ونقلت أمهات المؤمنين رضي الله عنهن ذلك إلى المؤمنين كافة على مدى الأزمان والأجيال ليعرفوا كيف كان الرسول يرفق بهن في كل وقت وحين ويزداد رفقه وشفقته أثناء الحيض فكان يداعبهن ويقبلهن بل وينام معهن في لحاف واحد وخميلة واحدة.. بل كان أكثر من ذلك يأمر إحداهن أن تتزر فيباشرها فوق