وفاعله حرارة ورطوبة باعتدال وإفراط وصورته نفسه وستأتى الغاية ثم الزمرد إذا تمازج أصلاه انعقد على حد درجتين لينا ثم يعتريه البرد ثم الرطوبة فالحرارة المنبثة فيسود فيغشاه برد فيأخذ في الخضرة ويتولد بنظر زحل أصالة والشمس عرضا وليس لغيرهما فيه شئ عند المعلم وهو الأصح وغيره يرى أن الزهرة والمريخ يتشاركان في توليده ويتم في إحدى وعشرين سنة وقوته تدوم أبدا وهو ذبابي بمعنى أنه يشبه الذباب الأخضر لا أنه يمنع عن حامله الذباب كما شاع وهذا هو الصافي البادئ شعاعه الذي يرقص ماؤه ويتموج ويشاهد منه صورة العين المخفية فريحاني يشبه الريحان فسلقى تضرب خضرته إلى السواد وهذه الثلاثة هي الزمرد في الحقيقة وقيل إن منه نوعا يسمى الصابوني يضرب إلى البياض وفولس يقول إنه من الزبرجد ويتكون الزمرد بأوائل الإقليم الثاني وراء أسوان فقول بعضهم إنه بمصر تجوز قيل ومنه معدن بطرف الصين مما يلي الخراب وقيل بصبانية معدن أيضا ولم يشع إلا الأول، والزمرد بارد في الثانية يابس في الثالثة أو الرابعة مفرح مذهب للهم والحزن والكسل والصرع كيف استعمل ولو حملا ويقطع السم شربا وشرط منعه من الصرع أن يلبس قبل وقوعه ويزيل الخفقان والجذام وأن نثر الأطراف وذات الرئة والجنب وضعف المعدة والكبد شربا وتعليقا يفتت الحصى ويدر ويزيل اليرقان والاستسقاء إذا شرب محلولا. ومن خواصه: أن لابسه لا يتنكد أبدا وأن النظر إليه يحد البصر ويجلو الظلمة من العين وإن قرب من طعام مسموم عرق وإن أدنى من عين الأفعى جذبها وإن لبس في خاتم ذهب منع الطاعون عن تجربة أعظم من الياقوت وإن علقته المرأة في شعرها وقد عطلت عن الزواج سهل أمرها ويبطل السحر وأم الصبيان وأنه يذهب السعفة والحزاز، وإذا ركب مثقال منه في مثقالين ذهبا وفضة بالسواء والطالع الميزان والشمس في برج هوائي أورث الجاه والقبول والهيبة ولم يمض حامله في حاجة إلا قضيت منقول في التجارب وشربته ثمان حبات وهى حد ما ينقذ من الموت بالسم وبدله في علاج الجذام والسعفة خاصة الزبرجد وفى الصرع ألفاوانيا وفى السموم النشادر المدبر ويغش بالماشت ويفرق بأن الماشت يحكى ما تحته [زنجبيل] معرب عن كاف عجمية هندية أو فارسية وهو نبت له أوراق عراض يفرش على الأرض وأغصان دقيقة بلا ظهر ولا بزر ينبت بدابول من أعمال الهند وهذا هو الخشن الضارب إلى السواد والمندب وعمان وأطراف الشحر وهذا هو الأحمر وجبال تناصر من عمل الصين حيث يكثر العود وهو الأبيض العقد الرزين الحاد الكثير الشعب ويسمى الكفوف وهذا أفضل أنواعه والزنجبيل قليل الإقامة تسقط قوته بعد سنتين بالتسويس والتأكل لفرط رطوبته الفضلية ويحفظه من ذلك الفلفل وهو حار في الثالثة يابس في آخر الأولى أو رطب يفتح السدد ويستأصل البلغم واللزوجات والرطوبات الفاسدة المتولدة في العدة عن نحو البطيخ بخاصية فيه ويحل الرياح وبرد الأحشاء واليرقان وتقطير البول ويدر الفضلات ويغزر الماء ويهيج الباه جدا ويقاوم السموم وإن مضغ مع الكندر والمصطكي وتمودي عليه نقى فضول الرأس وآلاته والقصبة ومع التربد يسهل ما في الوركين والساقين والظهر والمفاصل من الخام واللزج ومع الخولنجان والفستق فيه سر عظيم وهو ملين جلاء وإن اكتحل به أذهب العشاء بالمهملة والمعجمة وقلع البياض والسبل. ومن خواصه: أنه إذا أكل على السمك منع العطش وأصلح الخلط وهو يضر الحلق ويصلحه العسل وشربته إلى درهمين والمربى منه أعظم في كل ما ذكر وبدله الدار فلفل [زنجار] إما معدني يوجد بمعادن النحاس بقبرص تقذفه عند طلوع الشعرى اليمانية وهو قليل الوجود أو مصنوع وأصله من النحاس والخل أو نجير العنب الحامض بالتعفين لكن على أنحاء كثيرة كأن يرقق ويرش ويدفن أو يجعل النحاس كالهاون ويملا
(١٨٠)