تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ١ - الصفحة ١٨٠
وفاعله حرارة ورطوبة باعتدال وإفراط وصورته نفسه وستأتى الغاية ثم الزمرد إذا تمازج أصلاه انعقد على حد درجتين لينا ثم يعتريه البرد ثم الرطوبة فالحرارة المنبثة فيسود فيغشاه برد فيأخذ في الخضرة ويتولد بنظر زحل أصالة والشمس عرضا وليس لغيرهما فيه شئ عند المعلم وهو الأصح وغيره يرى أن الزهرة والمريخ يتشاركان في توليده ويتم في إحدى وعشرين سنة وقوته تدوم أبدا وهو ذبابي بمعنى أنه يشبه الذباب الأخضر لا أنه يمنع عن حامله الذباب كما شاع وهذا هو الصافي البادئ شعاعه الذي يرقص ماؤه ويتموج ويشاهد منه صورة العين المخفية فريحاني يشبه الريحان فسلقى تضرب خضرته إلى السواد وهذه الثلاثة هي الزمرد في الحقيقة وقيل إن منه نوعا يسمى الصابوني يضرب إلى البياض وفولس يقول إنه من الزبرجد ويتكون الزمرد بأوائل الإقليم الثاني وراء أسوان فقول بعضهم إنه بمصر تجوز قيل ومنه معدن بطرف الصين مما يلي الخراب وقيل بصبانية معدن أيضا ولم يشع إلا الأول، والزمرد بارد في الثانية يابس في الثالثة أو الرابعة مفرح مذهب للهم والحزن والكسل والصرع كيف استعمل ولو حملا ويقطع السم شربا وشرط منعه من الصرع أن يلبس قبل وقوعه ويزيل الخفقان والجذام وأن نثر الأطراف وذات الرئة والجنب وضعف المعدة والكبد شربا وتعليقا يفتت الحصى ويدر ويزيل اليرقان والاستسقاء إذا شرب محلولا. ومن خواصه: أن لابسه لا يتنكد أبدا وأن النظر إليه يحد البصر ويجلو الظلمة من العين وإن قرب من طعام مسموم عرق وإن أدنى من عين الأفعى جذبها وإن لبس في خاتم ذهب منع الطاعون عن تجربة أعظم من الياقوت وإن علقته المرأة في شعرها وقد عطلت عن الزواج سهل أمرها ويبطل السحر وأم الصبيان وأنه يذهب السعفة والحزاز، وإذا ركب مثقال منه في مثقالين ذهبا وفضة بالسواء والطالع الميزان والشمس في برج هوائي أورث الجاه والقبول والهيبة ولم يمض حامله في حاجة إلا قضيت منقول في التجارب وشربته ثمان حبات وهى حد ما ينقذ من الموت بالسم وبدله في علاج الجذام والسعفة خاصة الزبرجد وفى الصرع ألفاوانيا وفى السموم النشادر المدبر ويغش بالماشت ويفرق بأن الماشت يحكى ما تحته [زنجبيل] معرب عن كاف عجمية هندية أو فارسية وهو نبت له أوراق عراض يفرش على الأرض وأغصان دقيقة بلا ظهر ولا بزر ينبت بدابول من أعمال الهند وهذا هو الخشن الضارب إلى السواد والمندب وعمان وأطراف الشحر وهذا هو الأحمر وجبال تناصر من عمل الصين حيث يكثر العود وهو الأبيض العقد الرزين الحاد الكثير الشعب ويسمى الكفوف وهذا أفضل أنواعه والزنجبيل قليل الإقامة تسقط قوته بعد سنتين بالتسويس والتأكل لفرط رطوبته الفضلية ويحفظه من ذلك الفلفل وهو حار في الثالثة يابس في آخر الأولى أو رطب يفتح السدد ويستأصل البلغم واللزوجات والرطوبات الفاسدة المتولدة في العدة عن نحو البطيخ بخاصية فيه ويحل الرياح وبرد الأحشاء واليرقان وتقطير البول ويدر الفضلات ويغزر الماء ويهيج الباه جدا ويقاوم السموم وإن مضغ مع الكندر والمصطكي وتمودي عليه نقى فضول الرأس وآلاته والقصبة ومع التربد يسهل ما في الوركين والساقين والظهر والمفاصل من الخام واللزج ومع الخولنجان والفستق فيه سر عظيم وهو ملين جلاء وإن اكتحل به أذهب العشاء بالمهملة والمعجمة وقلع البياض والسبل. ومن خواصه: أنه إذا أكل على السمك منع العطش وأصلح الخلط وهو يضر الحلق ويصلحه العسل وشربته إلى درهمين والمربى منه أعظم في كل ما ذكر وبدله الدار فلفل [زنجار] إما معدني يوجد بمعادن النحاس بقبرص تقذفه عند طلوع الشعرى اليمانية وهو قليل الوجود أو مصنوع وأصله من النحاس والخل أو نجير العنب الحامض بالتعفين لكن على أنحاء كثيرة كأن يرقق ويرش ويدفن أو يجعل النحاس كالهاون ويملا
(١٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 المقدمة بحسب ما أسلفناه وفيها فصول: 4
3 فصل في تعداد العلوم وغايتها وحال هذا العلم معها 4
4 فصل ولما كان الطريق إلى استفادة العلوم إما الإلهام أو الفيض المنزل الخ 5
5 فصل وإذا قد عرفت المنزع والدستور في تقسيم العلوم فينبغي أن تعرف أن حال الطب معها على أربعة أقسام 7
6 فصل ينبغي لهذه الصناعة التعظيم والخضوع لمتعاطيها لينصح بذلها وكشف دقائقها 8
7 (الباب الأول في كليات هذا العلم والمدخل إليه 9
8 فصل وإذا كمل البدن مستتما بهذه الأمور صار حينئذ معروض أمور ثلاثة 13
9 فصل ومما يلحق بهذه الأسباب أمور تسمى اللوازم 15
10 فصل ومما يجري مجرى اللوازم الأحوال الثلاثة أعني الصحة والمرض والحالة المتوسطة 15
11 فصل ولما كانت هذه الأمراض قد تخفى على كثير كانت الحاجة مشتدة إلى إيضاحها الخ 16
12 فصل اعلم أن التناول أما فاعل بالمادة والكيفية ذاتا وعرضا وهو الغناء الخ 17
13 (الباب الثاني) في القوانين الجامعة لأحوال المفردات والمركبات الخ 19
14 فصل اعلم أن كل واحد من هذه المفردات والمركبات الخ 19
15 فصل وإنما كان التداوي والاغتذاء بهذه العقاقير للتناسب الواقع بين المتداوي والمتداوى به 20
16 الفصل الثاني في قوانين التركيب وما يجب فيه من الشروط والأحكام 30
17 (الباب الثالث) في ذكر ما تضمن الباب الثاني أصوله من المفردات والأقراباذينات 32
18 حرف الألف 33
19 حرف الباء 65
20 حرف التاء 90
21 حرف الثاء 100
22 حرف الجيم 102
23 حرف الحاء 113
24 حرف الخاء 135
25 حرف الدال 149
26 حرف الذال المعجمة 160
27 حرف الراء 164
28 حرف الزاي 172
29 جرف السين المهملة 185
30 حرف الشين 207
31 حرف الصاد 221
32 حرف الضاد المعجمة 225
33 حرف الطاء المهملة 229
34 حرف الظاء المعجمة 234
35 حرف العين المهملة 235
36 حرف الغين المعجمة 242
37 حرف الفاء 246
38 حرف القاف 253
39 حرف الكاف 265
40 حرف اللام 277
41 حرف الميم 286
42 حرف النون 326
43 حرف الهاء 334
44 حرف الواو 338
45 حرف الياء 340