وكثرته تضر القلب ويصلحه البنفسج وشربته إلى مثقالين وبدله مثله ونصف درونج ونصفه حب أترج وثلثاه طرخشقوق [زرنب] يسمى الملكي ورجل الجراد وللناس فيه خبط حتى قيل في الفلاحة إنه ضرب من الآس وابن عمران إنه الريحان الترنجاني وإنه شجر بلبنان والصحيح أنه نبات لا يزيد على ثلثي ذراع مربع محرف له ورق أعرض من الصعتر وزهر أصفر يوجد بجبال فارس وهو الأجود حريف حاد بين الدار صيني والقرنفل وقد يوجد بالشام ولكنه لا حرافة فيه ويدرك ببشنس وتبقى قوته أربع سنين وهو حار في آخر الثانية يابس فيها أو في الأولى يطيب الرائحة ويزيل ما خبث منها ويصفى الصوت ويزيل البلغم ويهضم ويجشى ويحلل الرياح ويقوى الأعضاء الرئيسية كلها وفيه شدة تفريح حتى إن عصارة طرية تفعل فعل الخمر وتقاوم السموم وتحل عسر البول وبرد المثانة ويقع في الترياق وهو يصدع المحرور مع أنه يقطع الصداع سعوطا وتصلحه الكزبرة وشربته إلى درهمين وبدله الدار صيني أو الكبابة [زراوند] نبت مشهور يسمى باليونانية رسطولوخيا معناه دواء يبرئ المفاصل والنقرس والأندلس مهمقون وهو كثير الوجود بالشام كلها ويطول فوق ذراع مر الطعم وينقسم إلى مدحرج ردئ يسمى الأنثى عريض الأوراق له زهر أبيض يحيط بشئ أحمر قليل الرائحة والطويل دقيق الورق حاد عطري له زهر فرفيرى وأصله غليظ الساعد إلى الإصبع بحسب الأراضي، وأما المدحرج فليس له إلا غصون دقاق وأما أصله فكالسلجمة وأصغره كصفار البيضة استدارة ولونا ويدرك كل منهما بشمس السرطان وتبقى قوته سنتين ثم يفسد بالتأكل والسوس لرطوبة فيه فضلية على حد ما في الزنجبيل وهو حار يابس في آخر الثانية والطويل الذكر في الثالثة أو حرارة الأنثى في الأولى وهو على الاطلاق محلل يقطع البلغم والرياح والسدد ويدر الفضلات ويحلل ورم الطحال والكبد ويفتت الحصى ويخرج الديدان وينفع النافض وكذا الحميات ويختص الطويل بقتل القمل مطلقا حيث كان وتنقية الدرن والكلف والجرب والحكة مع الزرنيخ الأحمر والميويزج وبعض الادهان مجرب ويلحم القروح مع السوسن الاسمانجونى شربا وطلاء وينقى الأرحام مع المر ويسقط الأجنة ويدر الدم ولو فرزجة ويسكن لدغ العقرب وهو يضر الكبد ويصلحه العسل وشربته إلى درهمين ويختص المدحرج بإزالة الربو والسعال وما في القصبة من الاخلاط الغليظة والوسواس والجنون والصرع ويشارك الطويل فيما سبق والجل يرى أن المدحرج أشد نفعا في الباطن وذاك بالعكس ولم يثبت ذلك وهو يضر الطحال ويصلحه العسل وشربته إلى درهمين وكل من نوعي الزراوند بدل عن الآخر وقل بدلهما المثل من الزرنباد والنصف من البسباسة والثلث من القسط وذلك الكل بدل المدحرج خاصة وقيل إن من الزراوند قسما ثالثا بينهما وألحقه قوم بالطويل وهذا هو الظاهر لما مر اختلافه بحسب الأرض [زرنيخ] يسمى قرساطيس باليونانية ومعناه كبريت الأرض لأنه في الحقيقة كبريت غلبت عليه الغلاظة ويسمى العلم بلسان أهل التركيب وهو من المولدات التي لم تكمل صورها وأصله بخار دخاني صادف رطوبة في الاغوار فانطبخ غير نضيج وهو خمسة أصناف وهو أشرفها كثير الرطوبة واللدونة كأوراق الذهب يلين كالعلك ويتفكك في الدق وله بريق إلى الذهبية وأحمر قليل الرطوبة سريع التفرك يليه في الشرف وأبيض يسمى زرنيخ النورة وداء الشعر وهذا أوطى الأنواع وأخضر أقلها وجودا ونفعا وأسود أشدها حدة وأكثرها كبريتية وفيه شدة إحراق وحلق للشعور أكال وكل الزرنيخ يتكون بجبال أرمينية وجزائر البندقية وتبقى قوته سبع سنين ويتم
(١٧٧)