وزهرة النيل الخارجة منه عند ضربه وزهرة الشئ رغوته لكن تطلق زهرة الملح على ما يجف من بقايا النيل حين ينضب فتصعد الشمس منه على وجه المناقع شيئا أصفر زهما منتنا حادا أكالا يقال إنه ذخيرة وزهرة النحاس ما يكون منه عند السبك والطفء أو يكون عما يجرى إلى معادنه ويشتد تكدره فتظهر عليه كحب مستدير وحكمها كحكم الزنجار [زوفايابس] نبت دون ذراع بجبال المقدس والشام أوراقه كالصعتر البستاني وقضبانه قصبية عقدة في رأس كل واحدة زهرة صفراء ويدرك بشمس الثور وهو حار في الثانية أو الأولى يابس في الثالثة أو الأولى لا يعدله شئ في أوجاع الصدر والرئة والربو والسعال وعسر النفس خصوصا بالتين والسذاب والعسل وماء الرمان والكراويا وأن يعقد شرابا فإن كان هناك حرارة جعل معه الخشخاش أو قرحة فنحو الصمغ ويخرج الرياح الغليظة والديدان والدم الجامد شربا ويحلل الأورام كيف كانت ويمنع ضرر البرد فلذلك تجعله النصارى في ماء المعمودية وإن بخر به الاذن أزال ما فيها من الريح وتزيل الاستسقاء والطحال وهى تضر الكبد ويصلحها الصمغ وشربتها أربعة دراهم وبدلها الصعتر [زوفا رطب] هو المعروف في مصر باللامي وهو أوساخ تجتمع على الضأن والمعز بأعمال أرمينية وأصله طل يقع على الأشجار أوائل الشتاء فتمر المواشي بينها فتدبق بها وأجوده اللين الذي يبيض إذا حل وقد استقصى في تصعيده عن الصوف وهو حار في الأولى أو الثانية يابس فيها أو الأولى يحلل الرياح والأورام والمغص وصلابات الطحال والكبد شربا وينفع الوثى والكسر والرض وأوجاع العصب والظهر طلاء وأهل مصر يعملونه لذلك مع اللاذن ويذهب الاستسقاء وبرد الأحشاء والرحم وإذا أذيب مع الشمع وجعل في الشقوق ألحمها ودخانه يطرد الهوام وإن حرق مع الصوف وذر في قروح الذكر أبرأها وإن غلى وطليت به المقعدة أصلحها جيدا وهو يضر الرئة ويصلحه الشمع وشربته إلى درهم وبدله اللاذن [زوان] حب أسود تمنشى مر منه مفرطح ومستطيل وضارب إلى صفرة ونباته كالحنطة إلا أنه خشن وله أغصان مفرقة وحب في سنبل يقارب الشعير في أقماعه وأهل اليمن ومن والاهم يزعمون أن الحنطة تنقلب زوانا في سنى المحل وهو يقارب الشيلم في حدته ومرارته وأقماعه ودقة أحد رأسيه وعدم الحمرة فيه وهو حار يابس في الثالثة أو الثانية قد جرب منه إخراج السلى والشوكة والنصول وتحليل الأورام طلاء وبالعسل ينبت الشعر في داء الثعلب وإن سخن وجعل على الصداع البارد سكنه وهو مخدر مكسل مثقل للحواس مسكر منوم يملا الرأس فضولا وأكله ضار مطلقا لضعاف الأدمغة ويصلحه القئ باللبن وأخذ الربوب الحامضة [زيتون] من الأشجار الجليلة القدر العظيمة النفع يغرس قضبانا من تشرين إلى كانون فيبقى أربع سنين ثم يثمر فيدوم ألف عام لتعلقه بالكوكب العالي وموضعه كل ما زاد عرضه على ميله واشتد برده وكان جبليا ذا تربة بيضاء أو حمراء وهو برى وبستاني وكل منهما ذكر وأنثى وجميع أنواعه مطلوبة والزيتون قد أجمع الجل على أنه بارد يابس في الثانية وحطبه حار في الأولى وثمره إن لم ينضج فبارد في الثانية يابس فيها وإلا فكورقه وصمغه حار في الأولى يابس فيها أو في الثانية وجميع أجزائه قابضة إذا حرقت أغصانه الغضة مع ورقه في كوز جديد ثم سحقت وعجنت بشراب وأعيد حرقها كانت أجود من التوتيا في جميع أفعالها في العين وإن مضغ ورقه أذهب فساد اللثة والقلاع وأورام الحلق وإن دق وضمد به أو بعصارته منع الجمرة والنملة والقروح والأورام وختم الجراح وقطع الدم حيث كان مجرب، وإن ضمدت به السرة قطع الاسهال ورماده بماء ثمرته والعسل يذهب داء الثعلب والحية
(١٨٢)