يستوعب الزيت مثله ثلاثا ثم يغلى حتى يعود إلى النصف وسحقت به الأصلين أو الذكر خاصة ثم سلطته على العقد بعد ذلك كان غاية نقل من التجارب وهذا هو المشار إليه في التثبيت وقد شاهدنا علامته وهو أن يخرق ستين طاقا من الخرق الملفوفة حال غمسها فيه وبه يعمل دهن الآجر ويعوض البلسان ويتصرف في منافعهما والزيت المأخوذ من الزيتون المعفن يولد الاخلاط الفاسدة ويملا البدن بخارا وربما ولد الحكة ويصلحه شراب البنفسج ومن أخذ منه ثلاثين درهما مع مثله من العسل وثلثه من كل من الكندر ودهن الشونيز وشرب ذلك في الحمام ولم يتناول الماء البارد بقية يومه برئ من كل مرض بارد كوجع المفاصل والخدر والفالج ويهيج الشهوة فيمن جاوز المائة مجرب [زيبار] ثفل الزيت الباقي بعد العصر إذا طبخ في النحاس حتى يغلظ سكن المفاصل والنسا والنقرس والاستسقاء ضمادا ويلحم القروح وكلما عتق كان أجود وأجود ما استعمل في الأبدان القوية القشفة [زيت السودان] ويقال زيت هرجان دهن ثمر كاللوز يخرج في شجرة شائكة تأكله الدواب وتلفظ نواه فيعتصر منه هذا الدهن حلو الطعم طيب الرائحة حار في الثانية رطب في الأولى يولد الدم الجيد ويلطف الاخلاط ويذهب أمراض الباردين مثل الجنون والوسواس والفالج والخدر ويفتح السدد ويدر الفضلات وهو يولد دما جيدا وإن دهنت به الأورام الباردة حللها [زئبق] أحد أصلى المعادن كلها وهو الأنثى وموضعه سائر المعادن يوجد قطرات تزيد إلى أن تمتزج ويستخرج أيضا من أحجار زنجفرية بالنار على طريق التصعيد أما في البلاد الباردة الجبلية كأقاصي المغرب والروم وأطراف السابع فيسيل فيها إلى الاغوار ويجتمع فيلتقى بذهب أو رصاص وإنما كثر لعدم الكبريت هناك والشرقي منه المصعد والغربى الخام ويغش بتراب يلتقط من النواحي المذكورة ويعرف جيده بالاجتماع بعد التقطيع بسرعة وهو في الحقيقة ما صفى من تراب لطيف قطرات بعد قطرات محلولة لا فضة معلومة كما ذكر لأنه أصل الفضة وغيرها والزئبق بارد في الثانية رطب في الثالثة يذهب الحكة والجرب والقروح التي في خارج البدن وقد صح الآن منه أنه إذا مزج بالكندر والراتينج والشمع والزيت ودهن به النار الفارسي، والحب المعروف بالإفرنجي والقروح والأواكل ودثر صاحبه أسبوعا لم يأكل طعاما رديئا ولا مملوحا برئ بعد فساد في الفم وريق يجرى وورم في الحلق وإن برد أحدث وجع المفاصل وتجدد هذه الدهنة ثلاث مرات في الأسبوع وهى مشهورة ببيمارستان مصر وقد يقتصر فيها على دهن الأطراف والعنق ولا تستعمل إلا بعد التنقية والزئبق يذهب الحكة والجرب ويقتل القمل إذا جعل في الزيت والحناء ودهن به في الحمام وكذا إن طلى به خيط صوف وعلق في العنق وإذا بخر به صاحب القروح السائلة مع سلخ الحية وجوز السرو جففها لكن ينبغي حفظ السمع والبصر والأسنان من دخانه فإنه يفسدها ويطرد الهوام مجرب والزئبق من داخل قتال إن كان مثبتا بنحو التصعيد وإلا فلا ورأى صاحب الحاوي أنه يستعمل ومنعه غيره وقد شاهدنا منه حبا يعمل فيجفف القروح وبقايا النار الفارسي والحب الإفرنجي إذا استعمل بعد التنقية وكثيرا ما يفضى إلى الأمراض الرديئة كوجع العصب والذي صح منه أن يؤخذ من العنبر والمسك من كل ربع جزء ومن الزئبق نصف جزء ومن الأفيون جزء ومن السقمونيا الجيدة جزء ونصف فيداخل الجميع بالمزج وقد يضاف إلى ذلك قليل الفربيون ويعجن بماء الورد وشئ من دقيق الحنطة ويحبب وعلى هذه الكيفية لا ضرر فيه وهو قتال يعرض منه ما يعرض من السموم ويصلحه القئ بالشيرج واللبن والماء الحار. ومن خواصه: أنه لا يجلب
(١٨٤)