تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ١ - الصفحة ١٨٤
يستوعب الزيت مثله ثلاثا ثم يغلى حتى يعود إلى النصف وسحقت به الأصلين أو الذكر خاصة ثم سلطته على العقد بعد ذلك كان غاية نقل من التجارب وهذا هو المشار إليه في التثبيت وقد شاهدنا علامته وهو أن يخرق ستين طاقا من الخرق الملفوفة حال غمسها فيه وبه يعمل دهن الآجر ويعوض البلسان ويتصرف في منافعهما والزيت المأخوذ من الزيتون المعفن يولد الاخلاط الفاسدة ويملا البدن بخارا وربما ولد الحكة ويصلحه شراب البنفسج ومن أخذ منه ثلاثين درهما مع مثله من العسل وثلثه من كل من الكندر ودهن الشونيز وشرب ذلك في الحمام ولم يتناول الماء البارد بقية يومه برئ من كل مرض بارد كوجع المفاصل والخدر والفالج ويهيج الشهوة فيمن جاوز المائة مجرب [زيبار] ثفل الزيت الباقي بعد العصر إذا طبخ في النحاس حتى يغلظ سكن المفاصل والنسا والنقرس والاستسقاء ضمادا ويلحم القروح وكلما عتق كان أجود وأجود ما استعمل في الأبدان القوية القشفة [زيت السودان] ويقال زيت هرجان دهن ثمر كاللوز يخرج في شجرة شائكة تأكله الدواب وتلفظ نواه فيعتصر منه هذا الدهن حلو الطعم طيب الرائحة حار في الثانية رطب في الأولى يولد الدم الجيد ويلطف الاخلاط ويذهب أمراض الباردين مثل الجنون والوسواس والفالج والخدر ويفتح السدد ويدر الفضلات وهو يولد دما جيدا وإن دهنت به الأورام الباردة حللها [زئبق] أحد أصلى المعادن كلها وهو الأنثى وموضعه سائر المعادن يوجد قطرات تزيد إلى أن تمتزج ويستخرج أيضا من أحجار زنجفرية بالنار على طريق التصعيد أما في البلاد الباردة الجبلية كأقاصي المغرب والروم وأطراف السابع فيسيل فيها إلى الاغوار ويجتمع فيلتقى بذهب أو رصاص وإنما كثر لعدم الكبريت هناك والشرقي منه المصعد والغربى الخام ويغش بتراب يلتقط من النواحي المذكورة ويعرف جيده بالاجتماع بعد التقطيع بسرعة وهو في الحقيقة ما صفى من تراب لطيف قطرات بعد قطرات محلولة لا فضة معلومة كما ذكر لأنه أصل الفضة وغيرها والزئبق بارد في الثانية رطب في الثالثة يذهب الحكة والجرب والقروح التي في خارج البدن وقد صح الآن منه أنه إذا مزج بالكندر والراتينج والشمع والزيت ودهن به النار الفارسي، والحب المعروف بالإفرنجي والقروح والأواكل ودثر صاحبه أسبوعا لم يأكل طعاما رديئا ولا مملوحا برئ بعد فساد في الفم وريق يجرى وورم في الحلق وإن برد أحدث وجع المفاصل وتجدد هذه الدهنة ثلاث مرات في الأسبوع وهى مشهورة ببيمارستان مصر وقد يقتصر فيها على دهن الأطراف والعنق ولا تستعمل إلا بعد التنقية والزئبق يذهب الحكة والجرب ويقتل القمل إذا جعل في الزيت والحناء ودهن به في الحمام وكذا إن طلى به خيط صوف وعلق في العنق وإذا بخر به صاحب القروح السائلة مع سلخ الحية وجوز السرو جففها لكن ينبغي حفظ السمع والبصر والأسنان من دخانه فإنه يفسدها ويطرد الهوام مجرب والزئبق من داخل قتال إن كان مثبتا بنحو التصعيد وإلا فلا ورأى صاحب الحاوي أنه يستعمل ومنعه غيره وقد شاهدنا منه حبا يعمل فيجفف القروح وبقايا النار الفارسي والحب الإفرنجي إذا استعمل بعد التنقية وكثيرا ما يفضى إلى الأمراض الرديئة كوجع العصب والذي صح منه أن يؤخذ من العنبر والمسك من كل ربع جزء ومن الزئبق نصف جزء ومن الأفيون جزء ومن السقمونيا الجيدة جزء ونصف فيداخل الجميع بالمزج وقد يضاف إلى ذلك قليل الفربيون ويعجن بماء الورد وشئ من دقيق الحنطة ويحبب وعلى هذه الكيفية لا ضرر فيه وهو قتال يعرض منه ما يعرض من السموم ويصلحه القئ بالشيرج واللبن والماء الحار. ومن خواصه: أنه لا يجلب
(١٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 المقدمة بحسب ما أسلفناه وفيها فصول: 4
3 فصل في تعداد العلوم وغايتها وحال هذا العلم معها 4
4 فصل ولما كان الطريق إلى استفادة العلوم إما الإلهام أو الفيض المنزل الخ 5
5 فصل وإذا قد عرفت المنزع والدستور في تقسيم العلوم فينبغي أن تعرف أن حال الطب معها على أربعة أقسام 7
6 فصل ينبغي لهذه الصناعة التعظيم والخضوع لمتعاطيها لينصح بذلها وكشف دقائقها 8
7 (الباب الأول في كليات هذا العلم والمدخل إليه 9
8 فصل وإذا كمل البدن مستتما بهذه الأمور صار حينئذ معروض أمور ثلاثة 13
9 فصل ومما يلحق بهذه الأسباب أمور تسمى اللوازم 15
10 فصل ومما يجري مجرى اللوازم الأحوال الثلاثة أعني الصحة والمرض والحالة المتوسطة 15
11 فصل ولما كانت هذه الأمراض قد تخفى على كثير كانت الحاجة مشتدة إلى إيضاحها الخ 16
12 فصل اعلم أن التناول أما فاعل بالمادة والكيفية ذاتا وعرضا وهو الغناء الخ 17
13 (الباب الثاني) في القوانين الجامعة لأحوال المفردات والمركبات الخ 19
14 فصل اعلم أن كل واحد من هذه المفردات والمركبات الخ 19
15 فصل وإنما كان التداوي والاغتذاء بهذه العقاقير للتناسب الواقع بين المتداوي والمتداوى به 20
16 الفصل الثاني في قوانين التركيب وما يجب فيه من الشروط والأحكام 30
17 (الباب الثالث) في ذكر ما تضمن الباب الثاني أصوله من المفردات والأقراباذينات 32
18 حرف الألف 33
19 حرف الباء 65
20 حرف التاء 90
21 حرف الثاء 100
22 حرف الجيم 102
23 حرف الحاء 113
24 حرف الخاء 135
25 حرف الدال 149
26 حرف الذال المعجمة 160
27 حرف الراء 164
28 حرف الزاي 172
29 جرف السين المهملة 185
30 حرف الشين 207
31 حرف الصاد 221
32 حرف الضاد المعجمة 225
33 حرف الطاء المهملة 229
34 حرف الظاء المعجمة 234
35 حرف العين المهملة 235
36 حرف الغين المعجمة 242
37 حرف الفاء 246
38 حرف القاف 253
39 حرف الكاف 265
40 حرف اللام 277
41 حرف الميم 286
42 حرف النون 326
43 حرف الهاء 334
44 حرف الواو 338
45 حرف الياء 340