تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ١ - الصفحة ١٧٦
جاء بلورا يعمل فصوصا فان وجد فيه نمش سبك بالقلى ثانيا وما يجعله في كيان الفضة أن يؤخذ من اللؤلؤ والنوشادر والتنكار والملح الاندرانى سواء يذاب بالخل ويطلى به ويدخل النار، وفى المجرب أن هذه الاجزاء الأخيرة مع مثلها من الزجاج تجعل المريخ في كيان القمر وفى غيره أنها تجعل المشترى كذلك وهذه أفعال متضادة ولا يبعد بطلان الثاني نعم يقتضى الطبع أن يصير قابلا للامتزاج وسيأتى تحقيق هذا ومما يجعله عقيقا أن يؤخذ مغنيسيا خمسة فضة محرقة كذلك زاج اثنان ونصف زنجفر كذلك كبريت واحد ونصف يذاب ويطلى به كذلك وإن جعل الزاج كالمغنيسيا وأضيف بعض القلقند كان خلوقيا والمعروف منه بالفرعوني هو الذي أطعمت كل مائة منه في السبك أربعة دراهم من قشر البيض المنقوع في اللبن الحليب أسبوعا مع تغييره كل يوم وكل ليلة وقد يضاف إلى ذلك مثله من المغنيسيا الشهباء والقلعي والفضة المحرقين فيأتي فصوصا بيضا شفافة وهو من أسرار الاحجار القديمة فان أردته خارق الصفرة جعلت عليه مثل خمسه قلعيا محرقا بالكبريت الأصفر وكذا المرتك قيل فان زدته مثل ربع القلعي أسربا محرقا أو روستختج كان أترجيا فان بدلت ما سوى القلعي بالمغنيسيا ودم الأخوين وقليل الزاج وأبقيت القلعي على حاله كان أحمر فان تركت القلعي أيضا بحاله وضممت إليه كربعه لا زورد كان سماويا غاية وهو حار في الأولى أو الثانية يابس فيها أو معتدل أو بارد والمصنوع حار يابس إجماعا وكل منهما مقطع محلل جلاء ينفع من ضعف الكلى والمثانة وحرقة البول ويذهب الطحال عن تجربة وكذا الحصى ولو بلا شرب أبيض وبلا حرق ويجلو الأوساخ عن الأسنان وغيرها وينبت الشعر طلاء بدهن الزئبق ويقطع الحزاز والخشونات ويسكن وجع المفاصل طلاء مع الحناء والأورام والصلابات ويجلو بياض العين كحلا والسبل والجرب وإن حل كان أبلغ وحله بقاطر النوشادر مع الشب مرارا وأما حرقه أن يحمى حتى يقارب الذوبان ويطفأ في ماء القلى وهو يضر الرئة وتصلحه الكثيرا وشربته إلى درهم والمستعمل منه الأبيض والخشن منه ضار وبدله الزبرجد [زرنباد] بالمهملة هو عرق الكافور ويسمى كافور الكعك وعرق الطيب وأهل مصر تسميه الزرنبة وهو عطري حاد لطيف وليس مقسوما إلى مستدير ومستطيل بل كله مستدير وإنما تقطعه التجار طولا زاعمين أن ذلك يمنعه من التأكل وهو ينبت بجبال بنكالة والدكن وملعقة وبجزائرها المرتفعة ويطول نحو شبرين وله أوراق تقارب ورق الرمان وزهر أصفر يخلف بزرا كبزر الورد وأصوله كالزراوند ويدرك بمسرى وتوت وتبقى قوته ثلاث سنين وعلامة ما فات هذه المدة ابيضاضه وخفة رائحته ولم أر من تعرض إلى انقسامه من حيث الطعم على أن ذلك أمر بديهي الوجدان وهو مر هو الأجود وحلو ضعيف الفعل قاصر النفع والمر منه فلفلي يحذو اللسان وهذا هو الارفع ومنه ما تشبه مرارته المقل ونحوه من غير حدة وهذا متوسط وكله حار يابس لكن الحلو في الأولى حرارة وأول الثانية يبسا والفلفلي في أول الثالثة فيهما والآخر في الثانية وهو يذيب البلغم ويقطع الرائحة الكريهة مطلقا ولو طلاء ويحفظ صحة الأسنان ويسمن بالغا خصوصا الحلو والمر يفتح السدد ويذهب الوسواس والبخارات السوداوية لشدة تفريحه ويقوى الأعضاء الرئيسة ويحلل الرياح ويدر سائر الفضلات ولو حمولا ويحرك الشهوتين وما شاع في مصر من حله الشهوة باطل وإذا أديم دلك الرجلين بالمر منه قطع أنواع الصداع عن تجربة ويقع في الترياق لتقويته الأرواح ودفعه السموم حتى قيل إنه يقارب الجدوار ويوقف داء الفيل طلاء. ومن خواصه، أن دخانه يطرد النمل وأن القطعة منه إذا كانت كالجوزة تثقب وتعلق على الظهر تعيد شهوة الجماع بعد اليأس وأنه يحبس القئ وهو يصدع المحرور
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 المقدمة بحسب ما أسلفناه وفيها فصول: 4
3 فصل في تعداد العلوم وغايتها وحال هذا العلم معها 4
4 فصل ولما كان الطريق إلى استفادة العلوم إما الإلهام أو الفيض المنزل الخ 5
5 فصل وإذا قد عرفت المنزع والدستور في تقسيم العلوم فينبغي أن تعرف أن حال الطب معها على أربعة أقسام 7
6 فصل ينبغي لهذه الصناعة التعظيم والخضوع لمتعاطيها لينصح بذلها وكشف دقائقها 8
7 (الباب الأول في كليات هذا العلم والمدخل إليه 9
8 فصل وإذا كمل البدن مستتما بهذه الأمور صار حينئذ معروض أمور ثلاثة 13
9 فصل ومما يلحق بهذه الأسباب أمور تسمى اللوازم 15
10 فصل ومما يجري مجرى اللوازم الأحوال الثلاثة أعني الصحة والمرض والحالة المتوسطة 15
11 فصل ولما كانت هذه الأمراض قد تخفى على كثير كانت الحاجة مشتدة إلى إيضاحها الخ 16
12 فصل اعلم أن التناول أما فاعل بالمادة والكيفية ذاتا وعرضا وهو الغناء الخ 17
13 (الباب الثاني) في القوانين الجامعة لأحوال المفردات والمركبات الخ 19
14 فصل اعلم أن كل واحد من هذه المفردات والمركبات الخ 19
15 فصل وإنما كان التداوي والاغتذاء بهذه العقاقير للتناسب الواقع بين المتداوي والمتداوى به 20
16 الفصل الثاني في قوانين التركيب وما يجب فيه من الشروط والأحكام 30
17 (الباب الثالث) في ذكر ما تضمن الباب الثاني أصوله من المفردات والأقراباذينات 32
18 حرف الألف 33
19 حرف الباء 65
20 حرف التاء 90
21 حرف الثاء 100
22 حرف الجيم 102
23 حرف الحاء 113
24 حرف الخاء 135
25 حرف الدال 149
26 حرف الذال المعجمة 160
27 حرف الراء 164
28 حرف الزاي 172
29 جرف السين المهملة 185
30 حرف الشين 207
31 حرف الصاد 221
32 حرف الضاد المعجمة 225
33 حرف الطاء المهملة 229
34 حرف الظاء المعجمة 234
35 حرف العين المهملة 235
36 حرف الغين المعجمة 242
37 حرف الفاء 246
38 حرف القاف 253
39 حرف الكاف 265
40 حرف اللام 277
41 حرف الميم 286
42 حرف النون 326
43 حرف الهاء 334
44 حرف الواو 338
45 حرف الياء 340