جاء بلورا يعمل فصوصا فان وجد فيه نمش سبك بالقلى ثانيا وما يجعله في كيان الفضة أن يؤخذ من اللؤلؤ والنوشادر والتنكار والملح الاندرانى سواء يذاب بالخل ويطلى به ويدخل النار، وفى المجرب أن هذه الاجزاء الأخيرة مع مثلها من الزجاج تجعل المريخ في كيان القمر وفى غيره أنها تجعل المشترى كذلك وهذه أفعال متضادة ولا يبعد بطلان الثاني نعم يقتضى الطبع أن يصير قابلا للامتزاج وسيأتى تحقيق هذا ومما يجعله عقيقا أن يؤخذ مغنيسيا خمسة فضة محرقة كذلك زاج اثنان ونصف زنجفر كذلك كبريت واحد ونصف يذاب ويطلى به كذلك وإن جعل الزاج كالمغنيسيا وأضيف بعض القلقند كان خلوقيا والمعروف منه بالفرعوني هو الذي أطعمت كل مائة منه في السبك أربعة دراهم من قشر البيض المنقوع في اللبن الحليب أسبوعا مع تغييره كل يوم وكل ليلة وقد يضاف إلى ذلك مثله من المغنيسيا الشهباء والقلعي والفضة المحرقين فيأتي فصوصا بيضا شفافة وهو من أسرار الاحجار القديمة فان أردته خارق الصفرة جعلت عليه مثل خمسه قلعيا محرقا بالكبريت الأصفر وكذا المرتك قيل فان زدته مثل ربع القلعي أسربا محرقا أو روستختج كان أترجيا فان بدلت ما سوى القلعي بالمغنيسيا ودم الأخوين وقليل الزاج وأبقيت القلعي على حاله كان أحمر فان تركت القلعي أيضا بحاله وضممت إليه كربعه لا زورد كان سماويا غاية وهو حار في الأولى أو الثانية يابس فيها أو معتدل أو بارد والمصنوع حار يابس إجماعا وكل منهما مقطع محلل جلاء ينفع من ضعف الكلى والمثانة وحرقة البول ويذهب الطحال عن تجربة وكذا الحصى ولو بلا شرب أبيض وبلا حرق ويجلو الأوساخ عن الأسنان وغيرها وينبت الشعر طلاء بدهن الزئبق ويقطع الحزاز والخشونات ويسكن وجع المفاصل طلاء مع الحناء والأورام والصلابات ويجلو بياض العين كحلا والسبل والجرب وإن حل كان أبلغ وحله بقاطر النوشادر مع الشب مرارا وأما حرقه أن يحمى حتى يقارب الذوبان ويطفأ في ماء القلى وهو يضر الرئة وتصلحه الكثيرا وشربته إلى درهم والمستعمل منه الأبيض والخشن منه ضار وبدله الزبرجد [زرنباد] بالمهملة هو عرق الكافور ويسمى كافور الكعك وعرق الطيب وأهل مصر تسميه الزرنبة وهو عطري حاد لطيف وليس مقسوما إلى مستدير ومستطيل بل كله مستدير وإنما تقطعه التجار طولا زاعمين أن ذلك يمنعه من التأكل وهو ينبت بجبال بنكالة والدكن وملعقة وبجزائرها المرتفعة ويطول نحو شبرين وله أوراق تقارب ورق الرمان وزهر أصفر يخلف بزرا كبزر الورد وأصوله كالزراوند ويدرك بمسرى وتوت وتبقى قوته ثلاث سنين وعلامة ما فات هذه المدة ابيضاضه وخفة رائحته ولم أر من تعرض إلى انقسامه من حيث الطعم على أن ذلك أمر بديهي الوجدان وهو مر هو الأجود وحلو ضعيف الفعل قاصر النفع والمر منه فلفلي يحذو اللسان وهذا هو الارفع ومنه ما تشبه مرارته المقل ونحوه من غير حدة وهذا متوسط وكله حار يابس لكن الحلو في الأولى حرارة وأول الثانية يبسا والفلفلي في أول الثالثة فيهما والآخر في الثانية وهو يذيب البلغم ويقطع الرائحة الكريهة مطلقا ولو طلاء ويحفظ صحة الأسنان ويسمن بالغا خصوصا الحلو والمر يفتح السدد ويذهب الوسواس والبخارات السوداوية لشدة تفريحه ويقوى الأعضاء الرئيسة ويحلل الرياح ويدر سائر الفضلات ولو حمولا ويحرك الشهوتين وما شاع في مصر من حله الشهوة باطل وإذا أديم دلك الرجلين بالمر منه قطع أنواع الصداع عن تجربة ويقع في الترياق لتقويته الأرواح ودفعه السموم حتى قيل إنه يقارب الجدوار ويوقف داء الفيل طلاء. ومن خواصه، أن دخانه يطرد النمل وأن القطعة منه إذا كانت كالجوزة تثقب وتعلق على الظهر تعيد شهوة الجماع بعد اليأس وأنه يحبس القئ وهو يصدع المحرور
(١٧٦)