ومما اختلف فيه فيثاغورث وسقراط أن الحكمة قبل الحق أم الحق قبل الحكمة وأوضح القول فيه بأن الحق أعم من الحكمة إلا أنه قد يكون جليا وقد يكون خفيا وأما الحكمة فهي أخص من الحق إلا أنها لا تكون إلا جلية فإذن الحق مبسوط في العالم مشتمل على الحكمة المستفيضة في العالم والحكمة موضحة للحق المبسوط في العالم والحق ما به الشيء والحكمة ما لأجله الشيء ولسقراط أيضا ألغاز ورموز إلى تلميذه أرسجانس وجلها في كتاب فاذن ونحن نوردها مرسلة معقودة منها قوله عندما فتشت عن علة الحياة ألفيت الموت وعندما وجدت الموت ألفيت الحياة الدائمة ومنها اسكت عن الضوضاء التي في الهواء وتكلم بالليالي حيث لا تكون أعشاش الخفافيش واسدد الخمس الكوى ليضيء مسكن العلة واملأ الوعاء طيبا وأفرغ الحوض المثلث من القلال الفارغة واحبس على باب الكلام وأمسك مع الحضرة اللجام الرخو لئلا تغضب فترى نظام الكواكب ولا تؤكل الأسود الذئب ولا تجاوز الميزان ولا تسوطن النار بالسكين ولا تجلس على المكيال ولا تشم التفاحة وأمت الحي تحي بموته وكن قاتله بالسكين المزينة لوالديه واحذر الأسود ذا الأربع ومن جهة العلة كن أرنبا وعند الموت لا تكن نملة وعندما تذكر دوران الحياة أمت الميت لتكون ذاكرا وكن صديق مفضض ولا تكن صديق شرطي ولا تكن مع أصدقائك قوسا ولا تنعس على أبواب أعدائك واثبت على ينبوع واحد متكئا على يمينك وينبغي أن تعلم أنه ليس زمان من الأزمنة يفقد فيه زمان الربيع وافحص عن ثلاث سبل فإذا لم تجدها فارض بأن تنام لها نوم المستغرق واضرب الأترجة بالرمانة واقتل العقرب بالصوم وإن أحببت أن تكون ملكا فكن حمار وحش وليست السبعة بأكمل من الواحد وبالأثني عشر اقتن اثني عشر وازرع بالأسود واحصد بالأبيض ولا تسلبن إلا كليل
(٨٦)