فإذن هو الأشرف الأبسط الأول وهذه صورة العقل فالعقل يجب أن يكون الواحد من هذه الجهة والعلم دون ذلك في الرتبة لأنه بالعقل ومن العقل فهو كالاثنين الذي يفتقر إلى الواحد ويصدر منه وكذلك العلم يئول إلى العقل ومعنى الظن والرأي عدد السطح والحس عدد المصمت أن السطح لكونه ذا ثلاث جهات هو طبيعة الظن الذي هو أعم من العلم مرتبة وذلك لأن العلم يتعلق بمعلوم معين والظن والرأي ينجذب إلى الشيء ونقيضه والحس أعم من الظن فهو المصمت أي الجسم له أربع جهات ومما نقل عن فيثاغورس أن العالم إنما ألف من اللحون البسيطة الروحانية ويذكر أن الأعداد الروحانية غير منقطعة بل أعداد متحدة تتجزأ من نحو العقل ولا تتجزأ من نحو الحواس وعد عوالم كثيرة فمنه عالم هو سرور محض في أصل الإبداع وابتهاج وروح في وضع الفطرة ومنه عالم هو دونه ومنطقها ليس مثل منطق العوالم العالية فإن المنطق قد يكون باللحون الروحانية البسيطة وقد يكون باللحون الروحانية المركبة والأول يكون سرورها دائما غير منقطع ومن اللحون ما هو بعد ناقص في التركيب لأن المنظق بعد لم يخرج إلى الفعل فلا يكون السرور بغاية الكمال لأن اللحن ليس بغاية الإتفاق وكل عالم فهو دون الأول بالرتبة وتتفاضل العوالم بالحسن والبهاء والرتبة والأخير ثقل العوالم وثقلها وسفلها ولذلك لم يجتمع كل الإجتماع ولم تتحد الصورة بالمادة كل الإتحاد وجاز على كل جزء منه الإنفكاك عن الجزء الآخر إلا أن فيه نورا قليلا من النور الأول فلذلك النور وجد فيه نوع ثبات ولولا ذلك لم يثبت طرفة عين وذلك النور القليل جسم النفس والعقل الحامل لهما في هذا العالم وذكر أن الإنسان بحكم الفطرة واقع في مقابلة العالم كله وهو عالم صغير والعالم إنسان كبير ولذلك صار حظه من النفس والعقل أوفر فمن أحسن تقويم نفسه وتهذيب أخلاقه وتزكية أحواله أمكنه أن يصل إلى معرفة العالم وكيفية تأليفه ومن ضيع نفسه ولم يقم
(٧٩)