فالموضوعات يبرهن فيها والمسائل يبرهن عليها والمقدمات يبرهن بها ويجب أن تكون صادقة يقينية ذاتية وتنتهي إلى مقدمات أولية مقولة على الكل كلية وقد تكون ضرورية إلا على الأمور المتغيرة التي هي الأكثر على حكم ما فتكون أكثرية وتكون عللا لوجود النتيجة فتكون مناسبة الحمل الذاتي يقال على وجهين أحدهما أن يكون المحمول مأخوذا في حد الموضوع والثاني أن يكون الموضوع مأخوذا في حد المحمول المقدمة الأولية على وجهين أحدهما أن التصديق بها حاصل في أول العقل والثاني من جهة أن الإيجاب والسلب لا يقال على ما هو أعم من الموضوع قولا كليا المناسب هو أن لا تكون المقدمات فيه من علم غريب الموضوعات هي التي توضع في العلوم فيبرهن على أعراضها الذاتية المسائل هي القضايا الخاصة بعلم علم المشكوك فيها المطلوب برهانها والبرهان يعط يحكم اليقين الدائم وليس في شيء من الفاسدات عقد دائم فلا برهان عليها ولا برهان أيضا على الحد لأنه لابد حينئذ من حد أوسط مساو للطرفين لأن الحد والمحدود متساويان وذلك الأوسط لا يخلو إما أن يكون حدا آخر أو يكون رسما أو خاصة فأما الحد الآخر فإن السؤال في إكتسابه ثابت فإن اكتسب بحد ثالث فالأمر ذاهب إلى غير نهاية وإن اكتسب بالحد الأول فذلك دور وإن اكتسب بوجه آخر غير البرهان فلم لا يكتسب به هذا الحد على أنه لا يجوز أن يكون لشيء واحد حدان تامان على ما سنوضح بعد وإن كانت الواسطة غير حد فكيف صار ما ليس بحد اعرف وجودا للمحدود من الأمر الذاتي المقوم له وهو الحد وأيضا فإن الحد لا يكتسب بالقسمة فإن القسمة تضع أقساما ولا تحمل من الأقسام شيئا بعينه إلا أن يوضع وضعا من غير أن يكون للقسمة فيه مدخل وأما استثناء نقيض قسم ليبقى القسم الداخل في الحد فهو إبانة الشيء بما هو مثله أو أخفى منه فإنك إذا قلت لكن ليس للإنسان غير ناطق فهو
(١٦٨)