قال الشافعي إذا وقد وجدتم لي مذهبا ووجدتم خبرا على خلاف مذهبي فاعلموا ان مذهبي ذلك الخبر ومن أصحابه أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني والربيع ابن سليمان الجيزي وحرملة بن يحيى النجيبي والربيع بن سليمان المرادي وأبو يعقوب البويطي والحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري وأبو ثور إبراهيم بن خالد الكلبي وهم لا يزيدون على اجتهاده اجتهادا بل يتصرفون فيما نقل عنه توجيها واستنباطا ويصدرون عن رايه جملة فلا يخالفونه البتة أصحاب الرأي وهم أهل العراق هم أصحاب أبى حنيفة النعمان بن ثابت ومن أصحابه محمد بن الحسن وأبو يوسف يعقوب بن إبراهيم بن محمد القاضي وزفر بن الهذيل والحسن بن زياد اللؤلؤي وابن سماعة وعافية القاضي وأبو مطيع البلخي وبشر المريس وانما سموا أصحاب الرأي لأن أكثر عنايتهم بتحصيل وجه القياس والمعنى المستنبط من الاحكام وبناء الحوادث عليها وربما يقدمون القياس الجلى على آحاد الاخبار وقد قال أبو حنيفة علمنا هذا رأى أحسن ما قدرنا عليه فمن قدر على غير ذلك فله ما رأى ولنا ما رأينا وهؤلاء ربما يزيدون على اجتهاده اجتهادا ويخالفونه في الحكم الاجتهادى والمسائل التي خالفوه فيها معروفة تفرقة وتذكرة اعلم ان بين الفريقين اختلافات كثيرة في الفروع ولهم فيها تصانيف وعليها مناظرات وقد بلغت النهاية في مناهج الظنون حتى كأنهم قد أشرفوا على القطع واليقين وليس يلزم من ذلك تكفير ولا تضليل بل كل مجتهد مصيب كما ذكرنا قبل هذا
(٢٠٧)