وزعفرانية ومستدركة ووافقوا المعتزلة في نفي الصفات من العلم والقدرة والإرادة والحياة والسمع والبصر ووافقوا الصفاتية في خلق الاعمال قال النجار الباري تعالى مريد لنفسه كما هو عالم لنفسه فالزم عموم التعلق فالتزم وقال هو مريد الخير والشر والنفع والضر وقال أيضا معنى كونه مريدا انه غير مستكره ولامغلوب وقال هو خالق اعمال العباد خيرها وشرها حسنها وقبيحها والعبد مكتسبا لها وأثبت تأثيرا للقدرة الحادثة وسمى ذلك كسبا على حسب ما يثبته الأشعري ووافقه أيضا في انه الاستطاعة مع الفعل واما في مسألة الرؤية فأنكر رؤية الله تعالى بالابصار واحالها غير انه قال يجوز ان يحول الله تعالى القوة التي في القلب من المعرفة إلى العين فيعرف الله تعالى بها فيكون ذلك رؤية وقال بحدوث الكلام لكنه انفرد عن المعتزلة بأشياء منها قوله ان كلام الباري تعالى إذا قرىء فهو عرض وإذا كتب فهو جسم ومن العجب ان الزعفرانية قالت ان كلام الله غيره وكل ما هو غيره فهو مخلوق ومع ذلك قالت كل من قال ان القران مخلوق فهو كافر ولعلهم أرادوا بذلك الاختلاف والا فالتناقض ظاهر والمستدركة منهم زعموا ان كلامه غيره وهو مخلوق لكن النبي صلى الله عليه وسلم قال كلام الله غير مخلوق والسلف عن اخرهم اجمعوا على هذه
(٨٩)