وأتقاهم من آله وصحبه المهاجرين والأنصار.
وكلما مر الزمن وجدتهم ثبتوا أقدام اتباعهم وفي مقدمتهم آل أمية وإبعاد خصومهم، حتى أمالوها تماما لآل أمية وخصوهم بها عامدين، كما مر وذكرناه في الأجزاء السابقة أخص كتاب عمر وأخص الشورى العمرية وعهدها لعثمان ككتاب منصوص كما أدلى بها أبو بكر لعمر بكتاب منصوص وكلاهما استبد استبدادا مطلقا، بل وأشد وتحت مخالفة الأمة بل ومخالفة أعوانهم وأقربائهم كاعتراض طلحة على ابن عمه أبي بكر وقيام المسلمين في عهد عمر وشوراه.
وحينما نطالع أعمال عثمان المارة وإعلانه محاباة بني أمية وإرهاق المتقين من الصحابة والأمة الإسلامية حتى قتل.
وقيام معاوية ومخاصمته خليفة المسلمين الذي أجمعت عليه الأمة ونص عليه الله ورسوله وخلقه الفتن واختصاصه بالقاسطين الذين قتلوا عمار بن ياسر تلك الفئة الضالة التي وردت في أحاديث متواترة من الأحاديث المسلمة حينما قال (صلى الله عليه وآله): تقتل عمار الفئة الضالة تلك الفئة التي جمعت ولاة أبي بكر وعمر وعثمان وفي رأسهم معاوية ويسنده عمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة وأذنابهم وأتباعهم.
وقد ورد كنص متواتر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعن أفراد هذه الفئة، وقد مرت بأسمائهم، كما وردت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية عن عصمة علي وبنيه (عليهم السلام) وتزكيتهم وأن مبغض علي (عليه السلام) منافق وكافر وسابه كمن سب الله ورسوله (صلى الله عليه وآله)، وقد مرت بأسانيدها، فكيف بمن جد في حربه ومقاتلته وقتل خيرة الصحابة حربا وصبرا؟ بل سم الحسن (عليه السلام) سيد شباب أهل الجنة وريحانة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعدما لم يأل جهدا من غصب مقامه الذي أجمع عليه خيار المسلمين وبث قواده الظلمة كابن أرطأة وغيره، وقد مر ذكرهم، يقتلون وينهبون ويسبون الأبرياء من سكان البلاد الإسلامية، ولم يخلص من قسوتهم وظلمهم النساء