وأما الفتوح فما فضلها إذا علمنا أن الأشوريين والمصريين واليونان والرومان والفرس والتتر، فتحوا الأمصار واستعبدوا البلدان ومدوا سلطانهم بالقهر والغلبة.
وإذا راجعت كتاب رب السيف والقلم للكاتب الألماني روولف ژايگر (1) تجد عليا كان ولا زال الناقذ لاندحار الإسلام في حروبه في عهد عمر، وله آراؤه وخططه في فتح بلاد فارس وبلاد فلسطين وغيرها، وفي كل محنة ألمت بالمسلمين كان المشاور الأمين متى استشاروه.
وقد مر ذكر ذلك في الجزء الثاني والجزء الرابع في فتوحات عمر من موسوعتنا هذه بأسانيدها، ولو كانت هذه الفتوح على أيدي البرابرة لأشادوا بها المدن وعمروا البلاد واستفادوا من ثروات البلاد المفتوحة العلمية والعملية كما أرانا التاريخ، ولكنها وللأسف كانت بيد من أعادها للجاهلية خسارة على العالم لدك البلاد المفتوحة وهدمها وتدمير الحضارات والثقافات والعلوم.
وحق لمن وصم الإسلام وهو لا يعلم أن خليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله) المنصوص عليه مكبل ومصفد في المدينة هو والصحابة البررة لا يطيقون حراكا من عمر القائم على رأسهم بدرته وأتباعه الذين أغنتهم الثروات وأيدتهم وسددتهم نشوة الانتصارات من همهمة الخيول وصكصكة السيوف والجموع الزاخرة والجيوش القاهرة.
وقد مر وشرحنا دقائقها وعواقبها ونتائجها وما أدت إليه من التشتيت والتمزيق وتخرق جسم الشريعة ومزقته إلى مذاهب وفرق بعد السقيفة والشورى، والله لهم بالمرصاد.
قال تعالى في سورة الجاثية، الآية (21): * (أم حسب الذين اجترحوا السيئات