وتسليط أرذل خلق الله على رقاب المسلمين، وإبعاد خيرة الأمة وإقصاءهم، وإنهاك المسلمين والنكال بهم متعمدا مجاهرا.
وأي خدمة عظمى، أسداها ابن الخطاب لآل أمية أخص معاوية، وأن معاوية إن أساء له الصنع في بنيه مثل ابن عمر والذي لم يحرز منه مقاما ما يناسبه كأخص فاسق من بني أمية ولكنه خلق من أبي بكر وعمر أبطالا خالدين بما وضع وزيف، ونشر فيهم من الكرامات والفضائل التي فاقت فضائل الأنبياء وأولي العزم من الرسل.
عائشة وعثمان:
عائشة أم المؤمنين زوجة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد خديجة الكبرى وابنة أبي بكر، ترى ترجمتها في كتابنا الخامس، وأكثر تفصيلا في كتابنا السادس من موسوعة المحاكمات.
ولقد اتخذت دورين مهمين تجاه عثمان، فقد أيدته في بدء خلافته حتى أوردت فيه أحاديث نبوية أبلغته مقام العصمة، ثم انقلبت عليه، وأقل ما قالت فيه:
اقتلوا نعثلا قاتله الله.
ونرى بذلك أنها صدقت على نفسها المثل: من مدح وذم فقد كذب مرتين.
وصدقت عليها الآية (43) من سورة فاطر قوله تعالى: * (ولا يحيق المكر السئ إلا بأهله) *.
فهي التي حاكت مع أبيها السقيفة، وهي التي كان بيتها مقر الشورى العمرية، بيد لسرعان ما وجدت انقلاب بني أمية وظلت تتصاغر كلما زادت في الكبر، حتى قتلت مسمومة بسم معاوية موتا خفي أمره.
ومن أعان ظالما سلطه الله عليه، وهذا عثمان يعين بني أمية، فيسلطهم الله