رأي طلحة في عثمان:
مر ذكر طلحة، وهو أحد أعضاء الشورى العمرية الذي ألقى في روعه عمر أن يقرن نفسه بعلي (عليه السلام) ويأمل الخلافة يوما ما، لا سيما وصلته أبي بكر ورابطته القوية بعائشة أم المؤمنين.
وبدأ بعد نصب عثمان للخلافة الصلة به لابتزاز ما يستطيع من بيت مال المسلمين حتى وجدنا ثروته بين الصحابة هو والزبير غير أننا نجد طلحة رغم ما وصلته من عثمان من الثروات الطائلة التي باح بها عثمان نفسه، كما مر، كان يريد المزيد ويحلم بالخلافة أو ولاية يشبع بها نهمه.
ولشد ما زاده غيظا على عثمان لما وجد عثمان بدأ يكيل لبني أمية من الأموال بأضعاف ما يكيل له ويقرب من لم يكن في العير ولا النفير، بل بالعكس من أولئك المنفورين الملاعين المطرودين من رسول الله (صلى الله عليه وآله).
واشتد إذ وجده يتخذ منهم الوزراء والمستشارين ويصاهرهم، وأشد أنه يوليهم أهم ولايات الإمبراطورية الإسلامية، ويؤهلهم للخلافة من بعده، حتى ثارت ثائرة طلحة، وتشد أزره أم المؤمنين عائشة، والزبير صهر أبي بكر وزوج أخت عائشة يشدوا الخناق على الرجل العجوز المسلوب الإرادة المنقاد بيد مروان وبنو أبيه وأعمامه.
فأثارا على عثمان الرأي العام، وكانت في تلك حقائق لو كان رائدهم الحق، لا المطامع الشخصية التي ظهرت من نتيجة أعمالهم وبيعتهم عليا (عليه السلام) بعده ونكثهم البيعة وإقامته المجازر والفتك بالمسلمين في البصرة، وقيامهم بغصب الخلافة وإرغام المسلمين كما أرغموهم من قبل في السقيفة والشورى، وفي هذه المرة بالسيف والمكيدة.
وهم يعترفون بخطاياهم فيقولون عند الاعتراض عليهم: نريد أن نلقى الحوبة