واستمر قائلا:
واستخلف أبو بكر عمر فعمل بمثل سيرته ثم جعلها شورى بين ستة، فلم يكن رجل منهم إلا رجاها لنفسه ورجاها له قومه وتطلعت إلى ذلك نفسه، فلو أن عمر استخلف عليهم كما استخلف أبو بكر ما كان في ذلك اختلاف (1).
ولم تخف عن عمر أي فتنة أشعلت منذ السقيفة، وإذ لم يجد هو وأبو بكر في أهله وعشيرته من يستطيع أن يقوم بمثل ما قاما به من إدامة تلك الجريمة بغضا وحسدا لعلي (عليه السلام) وآله الذي طالما كان بفضله وكرامته ووصايا رسول الله (صلى الله عليه وآله) به حجر عثرة دونهما وبعدهما إن عاد له الأمر فسوف يقضي على سيرتهما الباطلة ويعيدها سنة محمدية خالصة ويفضح بذلك أفعالهم وأهدافهم.
لهذا نرى أبو بكر وعمر رفعا شأن ألد خصوم علي (عليه السلام) وحركوا عليه أفراد من أعوانه أمثال الزبير الذي أدخله في الشورى فرأى نفسه وعدها هو وطلحة وسعدا وعبد الرحمن بن عوف وعثمان هؤلاء الذين رفع شأنهم عمر لدرجة حتى ساواهم بعلي (عليه السلام).
وبالوقت يعرف أنها تدول إلى بني أمية لما وثق من الروابط بينه وبين عثمان ومعاوية الذي سماه كسرى العرب وقلده ولاية الشام وأقامه فيها مدة خلافته لا يصغي لقول صارخ أو مستغيث من الصحابة والمسلمين بأعمال معاوية وهو بين الفينة والفينة يستدعيه ويسره ويبقيه ويحكم أوامره ويهدد به يوم الشورى عليا (عليه السلام) وبنو هاشم، وكل من تتوق نفسه ليخالف عثمان أو يناقشه.
وقد أيده بعبد الرحمن بن عوف صهره وسعد بن أبي وقاص صهر صهره، أولئك الذين اتفقوا على انتخابهم عثمان الأموي طمعا بولاية أو خلافة بعده.