محاكمات الخلفاء وأتباعهم - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ١٣٥
وأعظم منها الجزاء العظيم لمن خالف وعصى، قوله تعالى في الآية (14)، من سورة النساء: * (ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين) *.
ولا عذر لأي مؤمن بعد ذلك على حد قوله تعالى في سورة الأحزاب، الآية (36): * (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا) *.
ألم تطرق، ولا واحدة من هذه الآيات، سمع عمر فينتهي عن إغضاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأقواله وأفعاله (1).
حتى أخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) مرة بمجامع ثوبه وحمائل سيفه وقال له: ما أنت منته يا عمر حتى ينزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة (2).
ويعود عمر دون أن ينتهي مكررا إغضاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين يطعن بعدالته في القسمة حين رآه يقسم ويخاطب النبي (صلى الله عليه وآله): لغير هؤلاء كان أحق به منهم (3).
فكأنه يريد أن يطعن بعدالة وعلم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وما في الجنان يظهر على صفحات اللسان، وقد وجد في كل مرة أنه أخطأ، وقد برهن له رسول الله (صلى الله عليه وآله) صدق قوله في صلح الحديبية وفتح مكة وغيرها.
ويعود عمر ليقرأ التوراة عند النبي فيغير ذلك وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) غضبا (4).

(١) راجع حياة الصحابة ٢: ١٥٣ و ٣: ٥ عن صحيح مسلم.
(٢) راجع كتاب بين يدي عمر: ١١ و ٥٧ و ٥٨، وشرح نهج البلاغة ١: ٩٥ ط مصر ١٣٢٩ لابن أبي الحديد. وذكرت مجلة الأزهر ٤: ٢٧٥ سنة ١٣٥٨ و ج ٩ عام ١٣٥٧، وحياة الصحابة ٢: ٦٠٢: أن عمر ينكر على رسول الله (ص) بصلاته على ابن أبي فيغيض رسول الله (ص).
(٣) راجع صحيح مسلم.
(٤) راجع حياة الصحابة ٣: ١٨٩، والطبراني والدارمي في فتح الباري ج ٩، قال (ص): والذي نفس محمد بيده.
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»
الفهرست