حديث الطلب والإرادة - محمد المحمدي الجيلاني - الصفحة ٢٢
وجهات الشرور والنقائص - الراجعة إلى الأعدام - لا يمكن أن يتعلق بذاتها العلم بالذات، لنقص فيها، لا في العلم. وإنما يتعلق العلم بها بوجه على جهة التبعية وبالعرض، كما أن الإرادة أيضا متعلقة بها كذلك، فوزان الإرادة بعينها وزان العلم في التعلق الذاتي والعرضي.
على الذات، لا هي عين الذات، ولا هي من صفات الذات.
ثم حقق القول في عينية الإرادة مع الذات المتعالية والعلم والقدرة بما أشار إليه الإمام (قدس سره): من أن الجواد الحق والغني المطلق يمتنع أن تكون إفاضة الخير منافية لذاته، بل اختيارها لازم لذاته، انتهى.
قول الإمام - رضوان الله عليه - " وزان الإرادة المتعلقة بالخيرات بالإضافة إلى العلم... " إلى آخره، جواب نقضي عن تلك الشبهة بأن السمع والبصر وهكذا القدرة من الصفات الذاتية أيضا، وليست متعلقة بكل ما تعلق به العلم، فعلى فرض صحة الشبهة لا بد وأن يلتزم بزيادة تلك الصفات على الذات، مع أن المشكك غير ملتزم به وروى عينية تلك الصفات الأربع مع الذات المتعالية في جامعه " الكافي " عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " لم يزل الله عز وجل ربنا والعلم ذاته ولا معلوم، والسمع ذاته ولا مسموع، والبصر ذاته ولا مبصر، والقدرة ذاته ولا مقدور... " انتهى (الكافي 1، ص 107).
ثم إن الذي يحسم مادة الشبهة أن يقال: إنها نشأت من خلط المفهوم بالمصداق، فإنا لا ننكر أن مفهوم العلم أوسع نطاقا من مفهوم الإرادة ولكن لا نقول بالاتحاد المفهومي بينهما، بل مرادنا من اتحاد الإرادة مع العلم هو الاتحاد مصداقا، يعني ما يصدق عليه أنه علمه تعالى - وهي الذات المقدسة - يصدق عليه أنه إرادته تعالى، فتبصر.
(٢٢)
مفاتيح البحث: أبو بصير (1)، الجود (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 27 28 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 3
2 المقدمة 9
3 في وصف المتكلم 14
4 فساد قول المعتزلة 17
5 شك ودفع: في وحدة إرادة الله وعلمه 21
6 تنبيه عرشي 23
7 فساد قول الأشاعرة 25
8 المطلب الأول ما هو المهم مما استدل به الأشعري على مطلوبه الأمر الأول: ثبوت الطلب نفسي في الأوامر الامتحانية 27
9 الأمر الثاني: حول تكليف الكفار 41
10 إيقاظ 44
11 الفصل الأول: في عنوان المسألة 47
12 الفصل الثاني: في إبطال المذهبين 53
13 الفصل الثالث: في بيان المذهب الحق 65
14 تنبيه: في شرك التفويضي وكفر الجبري 70
15 إرشاد: في استناد الأفعال إلى الله 78
16 تمثيل 82
17 تمثيل أقرب 82
18 تأييدات نقلية 83
19 الآيات 83
20 الروايات 86
21 الفصل الرابع: في ذكر بعض الشبهات الموردة ودفعها 96
22 حول إرادية الإرادة 96
23 تحقيق يندفع به الإشكال 101
24 تنبيه 106
25 حول قاعدة: الشئ ما لم يجب لم يوجد 107
26 حول علم الله تعالى واختيار الإنسان 117
27 المطلب الثاني في بيان حقيقة السعادة والشقاوة الأمر الأول: حول قاعدة " الذاتي لا يعلل " 124
28 الأمر الثاني: في فقر وجود الممكنات وعوارضه ولوازمه 129
29 الأمر الثالث: استناد الكمالات إلى الوجود 132
30 الأمر الرابع: في معنى السعادة والشقاوة 132
31 التحقيق: كون السعادة والشقاوة كسبيتين 134
32 المطلب الثالث في شمة من اختلاف خلق الطينات منشأ اختلاف النفوس 142
33 تنبيه حول مفاد بعض الأحاديث 159
34 خاتمة حول فطرة العشق إلى الكمال والتنفر عن النقص 162