حديث الطلب والإرادة - محمد المحمدي الجيلاني - الصفحة ١٦
فيجب حمل كلام الشيخ على أن مراده من الكلام النفسي هو المعنى الشامل للفظ والمعنى جميعا قائما بذاته تعالى.
سيجئ في بيان الإمام (قدس سره) ما هو المهم مما استدل به الأشعري على مطلوبه، مع جوابه.
ولكن في المقام ينبغي ذكر عبارة القاضي عضد الدين الأيجي في " المواقف "، قال: قالت المعتزلة: كلام الله تعالى أصوات وحروف، وهذا لا ننكره، لكنا نثبت أمرا وراء ذلك، وهو المعنى القائم بالنفس، ونزعم أنه غير العبارات، إذ قد تختلف العبارات بالأزمنة والأمكنة والأقوام، بل قد يدل عليه بالإشارة والكتابة كما يدل عليه بالعبارة، والطلب واحد لا يتغير، وغير المتغير غير المتغير.
وأنه - يعني الخبر - غير العلم، إذ قد يخبر الرجل عما لا يعلمه، بل يعلم خلافه أو يشك فيه و - يعني الأمر - غير الإرادة، لأنه قد يأمر بما لا يريده، كالمختبر لعبده هل يطيعه أم لا؟ وكالمعتذر من ضرب عبده لعصيانه فإنه قد يأمره وهو يريد أن لا يفعل المأمور به، فإذن هو صفة ثالثة مغايرة للعلم والإرادة قائمة بالنفس.
ثم نزعم أنه قديم، لامتناع قيام الحوادث بذاته تعالى (شرح المواقف، طبع بولاق، ص 497).
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 3
2 المقدمة 9
3 في وصف المتكلم 14
4 فساد قول المعتزلة 17
5 شك ودفع: في وحدة إرادة الله وعلمه 21
6 تنبيه عرشي 23
7 فساد قول الأشاعرة 25
8 المطلب الأول ما هو المهم مما استدل به الأشعري على مطلوبه الأمر الأول: ثبوت الطلب نفسي في الأوامر الامتحانية 27
9 الأمر الثاني: حول تكليف الكفار 41
10 إيقاظ 44
11 الفصل الأول: في عنوان المسألة 47
12 الفصل الثاني: في إبطال المذهبين 53
13 الفصل الثالث: في بيان المذهب الحق 65
14 تنبيه: في شرك التفويضي وكفر الجبري 70
15 إرشاد: في استناد الأفعال إلى الله 78
16 تمثيل 82
17 تمثيل أقرب 82
18 تأييدات نقلية 83
19 الآيات 83
20 الروايات 86
21 الفصل الرابع: في ذكر بعض الشبهات الموردة ودفعها 96
22 حول إرادية الإرادة 96
23 تحقيق يندفع به الإشكال 101
24 تنبيه 106
25 حول قاعدة: الشئ ما لم يجب لم يوجد 107
26 حول علم الله تعالى واختيار الإنسان 117
27 المطلب الثاني في بيان حقيقة السعادة والشقاوة الأمر الأول: حول قاعدة " الذاتي لا يعلل " 124
28 الأمر الثاني: في فقر وجود الممكنات وعوارضه ولوازمه 129
29 الأمر الثالث: استناد الكمالات إلى الوجود 132
30 الأمر الرابع: في معنى السعادة والشقاوة 132
31 التحقيق: كون السعادة والشقاوة كسبيتين 134
32 المطلب الثالث في شمة من اختلاف خلق الطينات منشأ اختلاف النفوس 142
33 تنبيه حول مفاد بعض الأحاديث 159
34 خاتمة حول فطرة العشق إلى الكمال والتنفر عن النقص 162