حديث الطلب والإرادة - محمد المحمدي الجيلاني - الصفحة ١٤٣
غير اضطرار وإلجاء يحكم عقله وعقل كافة العقلاء بصحة عقوبته.
كما أن الأمر كذلك في القوانين الجارية في الممالك المتمدنة.
فالملاك في صحة العقوبة المخالفة الاختيارية للقوانين، ولا بد للناظر في كيفية اختلاف طينة أفراد الإنسان والأخبار الواردة فيه أن يجعل ما ذكر من ملاك صحة العقوبة نصب عينيه، فإن اختل بسبب خلق الإنسان من طينتين عليينية وسجينية، أحد أركان موضوع حكم العقلاء بصحة العقوبة، حكم بعدم صحتها وإلا فحكم العقل والعقلاء باق على حاله.
إذا عرفت ذلك فاعلم: أن واجب الوجود بالذات لما كان واجبا من جميع الجهات والحيثيات يمتنع عليه قبض الفيض ومنعه عن الموضوع القابل، فإن قبضه بعد تمامية الاستعداد وعدم نقص في جانبه مستلزم لنقص في الفاعل أو جهة أخرى إمكانية فيه - تعالى عنه علوا كبيرا - وهذا اللزوم والوجوب كلزوم عدم صدور القبيح وامتناع صدور الظلم عنه تعالى اختياري إرادي لا يضر بكونه مختارا مريدا قادرا، فإذا تمت الاستعدادات في القوابل أفيضت الفيوضات والوجودات من المبادي العالية. وإنما يكون إفاضة الفيض الوجودي بمقدار الاستعداد وقابلية المواد، للتناسب بين المادة والصورة للتركيب الطبيعي الاتحادي بينهما لا يمكن أن تقبل صورة ألطف وأكمل من مقتضى استعدادها، كما لا يمكن منعها عما استعدت له كما عرفت [39].
[39] يريد أن يبين بقاعدة: " واجب الوجود بالذات واجب من جميع الحيثيات الصحيحة " وجوب دوام فيضه تعالى وامتناع إمساكه عن محل تام القابلية، واستحالة البخل في إحسانه وعطائه، إذ لو فرض كونه فاقدا لمرتبة من مراتب الوجود ووجه من
(١٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 3
2 المقدمة 9
3 في وصف المتكلم 14
4 فساد قول المعتزلة 17
5 شك ودفع: في وحدة إرادة الله وعلمه 21
6 تنبيه عرشي 23
7 فساد قول الأشاعرة 25
8 المطلب الأول ما هو المهم مما استدل به الأشعري على مطلوبه الأمر الأول: ثبوت الطلب نفسي في الأوامر الامتحانية 27
9 الأمر الثاني: حول تكليف الكفار 41
10 إيقاظ 44
11 الفصل الأول: في عنوان المسألة 47
12 الفصل الثاني: في إبطال المذهبين 53
13 الفصل الثالث: في بيان المذهب الحق 65
14 تنبيه: في شرك التفويضي وكفر الجبري 70
15 إرشاد: في استناد الأفعال إلى الله 78
16 تمثيل 82
17 تمثيل أقرب 82
18 تأييدات نقلية 83
19 الآيات 83
20 الروايات 86
21 الفصل الرابع: في ذكر بعض الشبهات الموردة ودفعها 96
22 حول إرادية الإرادة 96
23 تحقيق يندفع به الإشكال 101
24 تنبيه 106
25 حول قاعدة: الشئ ما لم يجب لم يوجد 107
26 حول علم الله تعالى واختيار الإنسان 117
27 المطلب الثاني في بيان حقيقة السعادة والشقاوة الأمر الأول: حول قاعدة " الذاتي لا يعلل " 124
28 الأمر الثاني: في فقر وجود الممكنات وعوارضه ولوازمه 129
29 الأمر الثالث: استناد الكمالات إلى الوجود 132
30 الأمر الرابع: في معنى السعادة والشقاوة 132
31 التحقيق: كون السعادة والشقاوة كسبيتين 134
32 المطلب الثالث في شمة من اختلاف خلق الطينات منشأ اختلاف النفوس 142
33 تنبيه حول مفاد بعض الأحاديث 159
34 خاتمة حول فطرة العشق إلى الكمال والتنفر عن النقص 162