حديث الطلب والإرادة - محمد المحمدي الجيلاني - الصفحة ١٣٩
استعداد وقبول بواسطة الوجهة الخاصة التي للفيض الأقدس مع حضرة الأعيان.
فظهور الأعيان في الحضرة العلمية تقدير الظهور العيني في النشأة الخارجية والظهور في العين حسب حصول أوقاتها وشرائطها.
قوله (قدس سره): " ويقدر كل استعداد وقبول... " إلى آخره صريح في أن كل خير وسعادة وكذا كل شر وشقاوة في النشأة الخارجية والظهور العيني ناشئة من تلك القوابل ومن مقتضياتها.
قال في " الفصوص ": اعلم أن القضاء حكم الله في الأشياء، وحكم الله في الأشياء على حد علمه بها وفيها، وعلم الله في الأشياء على ما أعطته المعلومات مما هي عليه في نفسها، والقدر توقيت ما عليه الأشياء في عينها من غير مزيد، فما حكم القضاء على الأشياء إلا بها.
قال القيصري في شرحه: أي إذا كان حكم الله على حد علمه بالأشياء وعلمه تابع لها فما حكم الحق على الأشياء إلا باقتضائها من الحضرة الإلهية ذلك الحكم، أي اقتضت أن يحكم الحق عليها بما هي مستعدة وقابلة.
قال ابن عربي: وهذا هو عين سر القدر الذي يظهر لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، فلله الحجة البالغة.
قال الشارح: أي هذا المعنى هو سر القدر الذي لمن كان له قلب يتقلب في أطوار عوالم الملك والملكوت أو ألقى السمع بنور الإيمان الصحيح وهو شهيد يشاهد أنوار الحق في بعض عوالمه الحسية والمثالية فلله الحجة البالغة، أي لله الحجة التامة القوية على خلقه فيما يعطيهم من الإيمان والكفر والانقياد والعصيان، لا للخلق عليه، إذ لا يعطيهم إلا ما طلبوا منه باستعدادهم. فما قدر عليهم الكفر والعصيان من نفسه، بل باقتضاء أعيانهم ذلك وطلبهم بلسان استعداداتهم أن يجعلهم كافرا أو عاصيا، كما طلبت عين الحمار صورته وعين الكلب صورته، والحكم عليه بالنجاسة العينية أيضا مقتضى ذاته.
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 3
2 المقدمة 9
3 في وصف المتكلم 14
4 فساد قول المعتزلة 17
5 شك ودفع: في وحدة إرادة الله وعلمه 21
6 تنبيه عرشي 23
7 فساد قول الأشاعرة 25
8 المطلب الأول ما هو المهم مما استدل به الأشعري على مطلوبه الأمر الأول: ثبوت الطلب نفسي في الأوامر الامتحانية 27
9 الأمر الثاني: حول تكليف الكفار 41
10 إيقاظ 44
11 الفصل الأول: في عنوان المسألة 47
12 الفصل الثاني: في إبطال المذهبين 53
13 الفصل الثالث: في بيان المذهب الحق 65
14 تنبيه: في شرك التفويضي وكفر الجبري 70
15 إرشاد: في استناد الأفعال إلى الله 78
16 تمثيل 82
17 تمثيل أقرب 82
18 تأييدات نقلية 83
19 الآيات 83
20 الروايات 86
21 الفصل الرابع: في ذكر بعض الشبهات الموردة ودفعها 96
22 حول إرادية الإرادة 96
23 تحقيق يندفع به الإشكال 101
24 تنبيه 106
25 حول قاعدة: الشئ ما لم يجب لم يوجد 107
26 حول علم الله تعالى واختيار الإنسان 117
27 المطلب الثاني في بيان حقيقة السعادة والشقاوة الأمر الأول: حول قاعدة " الذاتي لا يعلل " 124
28 الأمر الثاني: في فقر وجود الممكنات وعوارضه ولوازمه 129
29 الأمر الثالث: استناد الكمالات إلى الوجود 132
30 الأمر الرابع: في معنى السعادة والشقاوة 132
31 التحقيق: كون السعادة والشقاوة كسبيتين 134
32 المطلب الثالث في شمة من اختلاف خلق الطينات منشأ اختلاف النفوس 142
33 تنبيه حول مفاد بعض الأحاديث 159
34 خاتمة حول فطرة العشق إلى الكمال والتنفر عن النقص 162