هذا الأمر إلا قليلا.
فهناك عوامل وأسباب خفية عنا لا طاقة لنا على إحصائها، ولعلها من سر القدر الذي يقول به أهله.
ثم يجب أن يعلم: أن القرآن يكرر أن مستقر الأشياء بقضها وقضيضها قبل أن تتلبس بكسوة التحول والسيلان هو كتاب مبين، قال سبحانه وتعالى: * (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير) * (الحديد: 22).
وقال تعالى: * (وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين) * (يونس: 61).
وقال عز وجل: * (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين) * (الأنعام: 59).
وغيرها من الآيات، وكلها تدل على أن الموجودات الحادثة قبل أن تقبل النقوش المتحولة كلها بجميع مشخصاتها موجودة في الكتاب المبين، ثم بعد انقضاء الوجود المادي والنيل بالوجود التجردي فهو هو ف * (كما بدأكم تعودون) * وهو مقتضى البرهان أيضا، كما سبق قبيل هذا.