حديث الطلب والإرادة - محمد المحمدي الجيلاني - الصفحة ١٢٧
تعلق الجعل بالذات بها كما هو المقرر في محله (1) [36].
[36] البرهان - كما تعلم - هو القياس المؤلف من المقدمات اليقينية تنتج يقينا بالذات اضطرارا، واليقين هو العلم بأن هذا كذا ولا يمكن أن لا يكون كذا.
وذكر وللمقدمة اليقينية شروطا:
منها: أن تكون ذاتية المحمول للموضوع، وقالوا: ضابطه - أي الذاتي في هذا الباب - هو المحمول الذي يؤخذ في حد الموضوع أو الموضوع أو أحد مقوماته يؤخذ في حده، وفي كلمة قصيرة: " الذاتي لا يعلل " كما هو التعبير المشهور.
فهو الأعم من الذاتي المصطلح عليه في باب الإيساغوجي - أي الكليات الخمسة - لشموله أجزاء الماهية ولوازمها، بل ولوازم الوجود أيضا فإنها لا يعلل.
وما في كلام الإمام (قدس سره): " ولوازم الوجود معللة في تحققها " كما سيمر بك في الأمر الثاني، لعله أراد: أن علتها عين علة ملزوماتها لا غيرها، لامتناع تخلل الجعل بين الشئ ولازمه، وهو المصرح به في مواضع من " الأسفار "، منها قوله (رحمه الله): وكل ما يكون من لوازم وجود الشئ الخارجي فلم يتخلل الجعل بينه وبين ذلك اللازم بحسب نحو وجوده الخارجي. فلو لزم الوجود مشمولة لضابطة الذاتي " الذاتي لا يعلل ".
وهذا الاصطلاح للذاتي هو المأخوذ في قولهم لتبيين موضوعات العلوم: " موضوع كل علم ما يبحث فيه عن عوارضه الذاتية " وقالوا تارة في تفسيره: العرض الذاتي ما يعرض الشئ بلا واسطة في العروض، وتارة أخرى: بأنه الخارج المحمول الذي يلحق الشئ لذاته أو لأمر يساويه. والتفصيل موكول إلى محله.
والعرضي المقابل للذاتي في باب البرهان أخص من العرضي في باب الإيساغوجي، فإن العرضي في باب الإيساغوجي منقسم إلى لازم ومفارق:
1 - العرضي اللازم: ما يمتنع انفكاكه عن الملزوم عقلا، مثل وصف الفردية للثلاثة

1 - أنظر الحكمة المتعالية 1: 38 - 74، و 396 - 423، وشرح المنظومة، قسم الحكمة:
10 - 15، و 56 - 61.
(١٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 3
2 المقدمة 9
3 في وصف المتكلم 14
4 فساد قول المعتزلة 17
5 شك ودفع: في وحدة إرادة الله وعلمه 21
6 تنبيه عرشي 23
7 فساد قول الأشاعرة 25
8 المطلب الأول ما هو المهم مما استدل به الأشعري على مطلوبه الأمر الأول: ثبوت الطلب نفسي في الأوامر الامتحانية 27
9 الأمر الثاني: حول تكليف الكفار 41
10 إيقاظ 44
11 الفصل الأول: في عنوان المسألة 47
12 الفصل الثاني: في إبطال المذهبين 53
13 الفصل الثالث: في بيان المذهب الحق 65
14 تنبيه: في شرك التفويضي وكفر الجبري 70
15 إرشاد: في استناد الأفعال إلى الله 78
16 تمثيل 82
17 تمثيل أقرب 82
18 تأييدات نقلية 83
19 الآيات 83
20 الروايات 86
21 الفصل الرابع: في ذكر بعض الشبهات الموردة ودفعها 96
22 حول إرادية الإرادة 96
23 تحقيق يندفع به الإشكال 101
24 تنبيه 106
25 حول قاعدة: الشئ ما لم يجب لم يوجد 107
26 حول علم الله تعالى واختيار الإنسان 117
27 المطلب الثاني في بيان حقيقة السعادة والشقاوة الأمر الأول: حول قاعدة " الذاتي لا يعلل " 124
28 الأمر الثاني: في فقر وجود الممكنات وعوارضه ولوازمه 129
29 الأمر الثالث: استناد الكمالات إلى الوجود 132
30 الأمر الرابع: في معنى السعادة والشقاوة 132
31 التحقيق: كون السعادة والشقاوة كسبيتين 134
32 المطلب الثالث في شمة من اختلاف خلق الطينات منشأ اختلاف النفوس 142
33 تنبيه حول مفاد بعض الأحاديث 159
34 خاتمة حول فطرة العشق إلى الكمال والتنفر عن النقص 162