حديث الطلب والإرادة - محمد المحمدي الجيلاني - الصفحة ١٢٣
وإنما هي تتحقق في المرتبة المآلية منه، وهي تعيناته.
فالمشية لاندكاكها في الذات الأحدية واستهلاكها في الذات السرمدية لم يكن لها حكم حتى يقال في حقها: إنها صادرة أو غير صادرة.
وأما العرفاء الشامخون والأولياء المهاجرون لما كان نظرهم إلى الوحدة وعدم شهود الكثرة لم ينظروا إلى تعينات العوالم، ملكها وملكوتها ناسوتها أو جبروتها، ويروا أن تعينات الوجود المطلق المعبر عنها بالماهيات والعوالم - أية عوالم كانت - اعتبار وخيال، ولذا قيل: العالم عند الأحرار خيال في خيال.
وقال الشيخ الكبير محيي الدين: العالم غيب ما ظهر قط، والحق ظاهر ما غاب قط، فما كان في دار التحقق والوجود ومحفل الغيب والشهود إلا الحق ظاهرا وباطنا أولا وآخرا، وما وراءه من تلبيسات الوهم واختراعات الخيال.
مطلع: بل نرجع ونقول: إن كلام المحقق القونوي أيضا ليس عند العرفاء الكاملين بشئ، بل ما توهم أنه من كلمات الأولياء الشامخين عندهم فاسد وفي سوق أهل المعرفة كاسد، فإن الصدور لا بد له من مصدر وصادر ويتقوم بالغيرية والسوائية، وهي مخالفة لطريقة أصحاب العرفان، وغير مناسبة لذوق أرباب الإيقان، ولذا تراهم يعبرون عن ذلك حيث يعبرون بالظهور والتجلي أمن وراء الحق شئ حتى ينسب الصدور إليه؟! بل هو الأول والآخر والظاهر والباطن.
قال مولانا أبو عبد الله الحسين (عليه السلام) في دعاء عرفة: " ألغيرك من الظهور ما ليس لك؟ " صدق ولي الله - روحي له الفداء - فالعالم بجهته السوائية ما ظهر قط، والكلي الطبيعي غير موجود في نظر أهل الحق، انتهى ما أردنا نقله.
(١٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 3
2 المقدمة 9
3 في وصف المتكلم 14
4 فساد قول المعتزلة 17
5 شك ودفع: في وحدة إرادة الله وعلمه 21
6 تنبيه عرشي 23
7 فساد قول الأشاعرة 25
8 المطلب الأول ما هو المهم مما استدل به الأشعري على مطلوبه الأمر الأول: ثبوت الطلب نفسي في الأوامر الامتحانية 27
9 الأمر الثاني: حول تكليف الكفار 41
10 إيقاظ 44
11 الفصل الأول: في عنوان المسألة 47
12 الفصل الثاني: في إبطال المذهبين 53
13 الفصل الثالث: في بيان المذهب الحق 65
14 تنبيه: في شرك التفويضي وكفر الجبري 70
15 إرشاد: في استناد الأفعال إلى الله 78
16 تمثيل 82
17 تمثيل أقرب 82
18 تأييدات نقلية 83
19 الآيات 83
20 الروايات 86
21 الفصل الرابع: في ذكر بعض الشبهات الموردة ودفعها 96
22 حول إرادية الإرادة 96
23 تحقيق يندفع به الإشكال 101
24 تنبيه 106
25 حول قاعدة: الشئ ما لم يجب لم يوجد 107
26 حول علم الله تعالى واختيار الإنسان 117
27 المطلب الثاني في بيان حقيقة السعادة والشقاوة الأمر الأول: حول قاعدة " الذاتي لا يعلل " 124
28 الأمر الثاني: في فقر وجود الممكنات وعوارضه ولوازمه 129
29 الأمر الثالث: استناد الكمالات إلى الوجود 132
30 الأمر الرابع: في معنى السعادة والشقاوة 132
31 التحقيق: كون السعادة والشقاوة كسبيتين 134
32 المطلب الثالث في شمة من اختلاف خلق الطينات منشأ اختلاف النفوس 142
33 تنبيه حول مفاد بعض الأحاديث 159
34 خاتمة حول فطرة العشق إلى الكمال والتنفر عن النقص 162