حديث الطلب والإرادة - محمد المحمدي الجيلاني - الصفحة ١٠٣
العلمية واجد لها في مرتبة ذاته البسيطة بنحو أعلى وأشرف وأكمل فكذا الفاعل للإرادة، لكن لما كانت النفس ما دامت متعلقة بالبدن ومسجونة في سجن الطبيعة غير تامة التجرد تجوز عليها التغييرات والتبدلات والفاعلية تارة وعدمها أخرى، والعزم وعدمه، فلا يجب أن تكون فعالة بالدوام ولا عالمة عاملة وعازمة كذلك. نعم، لو فرض حصول التجرد التام لها تصير مبدأ للصور الملكوتية من غير تخلف عنها إلا بوجه الظهور والبطون مما يعرفه الراسخون في العلم [32].
[32] الظاهر: أن هذا التحقيق لم يسبقه إليه أحد في دفع هذا الإشكال، وأنه مما ألهمه الله تعالى ومن عليه بعدما كان معتمدا على " أسد ما قيل ".
والتحقيق المذكور - كما ترى - مبتن على ضربين من الأفعال الاختيارية الصادرة من النفس، والعمدة هو الضرب الثاني الذي يتضح ببيان أمرين:
الأمر الأول: تفسير الملكة البسيطة الخلاقة للتفاصيل، وصفوة القول في ذلك ما نبه عليه الشيخ في علم النفس من كتاب " الشفاء " بقوله: إن تصور المعقولات على وجوه ثلاثة:
أحدها: التصور الذي يكون في النفس بالفعل مفصلا منظما.
الثاني: أن يكون قد حصل التصور واكتسب، لكن النفس معرضة عنه.
ونوع آخر من التصور، وهو مثل ما يكون عندك في مسألة تسأل عنها مما علمته، أو مما هو قريب من أن تعلمه وحضرك جوابها في الوقت، وأنت متيقن بأنك تجيب عنها مما علمته، من غير أن يكون هناك تفصيل البتة، بل إنما تأخذ في التفصيل والترتيب في نفسك مع أخذك في الجواب الصادر عن يقين منك بالعلم به قبل التفصيل، فهو كمبدأ لذلك التفصيل، انتهى.
(١٠٣)
مفاتيح البحث: الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 3
2 المقدمة 9
3 في وصف المتكلم 14
4 فساد قول المعتزلة 17
5 شك ودفع: في وحدة إرادة الله وعلمه 21
6 تنبيه عرشي 23
7 فساد قول الأشاعرة 25
8 المطلب الأول ما هو المهم مما استدل به الأشعري على مطلوبه الأمر الأول: ثبوت الطلب نفسي في الأوامر الامتحانية 27
9 الأمر الثاني: حول تكليف الكفار 41
10 إيقاظ 44
11 الفصل الأول: في عنوان المسألة 47
12 الفصل الثاني: في إبطال المذهبين 53
13 الفصل الثالث: في بيان المذهب الحق 65
14 تنبيه: في شرك التفويضي وكفر الجبري 70
15 إرشاد: في استناد الأفعال إلى الله 78
16 تمثيل 82
17 تمثيل أقرب 82
18 تأييدات نقلية 83
19 الآيات 83
20 الروايات 86
21 الفصل الرابع: في ذكر بعض الشبهات الموردة ودفعها 96
22 حول إرادية الإرادة 96
23 تحقيق يندفع به الإشكال 101
24 تنبيه 106
25 حول قاعدة: الشئ ما لم يجب لم يوجد 107
26 حول علم الله تعالى واختيار الإنسان 117
27 المطلب الثاني في بيان حقيقة السعادة والشقاوة الأمر الأول: حول قاعدة " الذاتي لا يعلل " 124
28 الأمر الثاني: في فقر وجود الممكنات وعوارضه ولوازمه 129
29 الأمر الثالث: استناد الكمالات إلى الوجود 132
30 الأمر الرابع: في معنى السعادة والشقاوة 132
31 التحقيق: كون السعادة والشقاوة كسبيتين 134
32 المطلب الثالث في شمة من اختلاف خلق الطينات منشأ اختلاف النفوس 142
33 تنبيه حول مفاد بعض الأحاديث 159
34 خاتمة حول فطرة العشق إلى الكمال والتنفر عن النقص 162