وماذا نصنع لهم إذا كانوا يأخذون توحيدهم من كعب الأحبار ولا يأخذونه من أهل بيت نبيهم صلى الله عليه وآله!
ترى بعضهم يقرؤون أحاديث كعب وتلاميذه بشغف سواء تلك التي أسندوها عن النبي صلى الله عليه وآله أو التي لم يسندوها وأخذوها من التلمود وقصاصي اليهود.. ولهذا يقعون في ورطات مهلكات!
وتراهم في المقابل لا يحبون أن ينظروا إلى أحاديث أهل البيت حتى التي رووها عن جدهم المصطفى صلى الله عليه وآله! مع أنهم يصححون حديث وصية النبي بالثقلين كتاب الله وأهل البيت.. ولو أنهم قرأوا أحاديث أهل البيت عليهم السلام لوجدوا فيها ما يخلصهم من هذه الورطات المهلكات.
(روى الكليني رحمه الله في الكافي: 1 / 93:
(عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن علي، عن اليعقوبي، عن بعض أصحابنا، عن عبد الأعلى مولى آل سام، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن يهوديا يقال له سبحت، جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله جئت أسألك عن ربك، فإن أنت أجبتني عما أسألك عنه، وإلا رجعت؟ قال: سل عما شئت، قال: أين ربك؟ قال: هو في كل مكان، وليس في شئ من المكان المحدود، قال: وكيف هو؟ قال: وكيف أصف ربي بالكيف والكيف مخلوق، والله لا يوصف بخلقه، قال: فمن أين يعلم أنك نبي الله؟ قال: فما بقي حوله حجر ولا غير ذلك إلا تكلم بلسان عربي مبين: يا سبحت إنه رسول الله! فقال سبحت: ما رأيت كاليوم أمرا أبين من هذا! ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله).