ولكن مع ذلك ينبغي أن نشهد لإمام الوهابيين بأنه في هذا الموضوع أذكى من الذهبي، لأن حديث ابن عباس الذي استشهد به أكثر قربا من هدفه، وإن كان لا دلالة فيه عليه!
المورد الثاني: تبنى إمام الوهابيين عددا من أحاديث التجسيم خاصة حديث الحاخام، الذي ادعت بعض مصادر إخواننا أن النبي صلى الله عليه وآله صدقه، وقد أوردها ابن عبد الوهاب في آخر كتابه التوحيد وعقد لها بابا خاصا فقال: (عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد إنا نجد أن الله يجعل السماوات على إصبع، والشجر على إصبع، والماء على إصبع، والثرى على إصبع وسائر الخلق على إصبع، فيقول: أنا الملك، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر، ثم قرأ (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة) الآية. وفي رواية لمسلم والجبال والشجر على إصبع، ثم يهزهن فيقول أنا الملك أنا الله، وفي رواية للبخاري (يجعل السماوات على إصبع والماء والثرى على إصبع وسائر الخلق على إصبع) إلى آخره). انتهى.
وراجع إن شئت في المجلد الثاني من العقائد الإسلامية روايات هذه القصة المزعومة التي تدعي أن أحد حاخامات اليهود علم نبينا صلى الله عليه وآله التجسيم!!
وقد تبنى إمام الوهابية هذه الأحاديث وتعمق في الغوص على معانيها، واستخراج لآليها، فاستنبط منها تسع عشرة مسألة عقائدية، قدمها إلى المسلمين ليوحدوا الله تعالى على أساسها فقال: فيه مسائل: