يزعم أن ذلك إخبار غيبي بخلافة عمر، أو نوع من الوصية له، مع أن خلافة أبي بكر وعمر قامتا على أساس أن النبي (صلى الله عليه وآله) لم يوص لأحد، وأن عشائر قريش الثلاث والعشرين كلها ترث ملكه (صلى الله عليه وآله) لأنه ابن قريش!
وبعض الرويات، كما في سير الذهبي: 4 / 24، تقول إن المخاطب هما عمر وعلي ( يا عمر ويا علي إذا رأيتماه، فاطلبا إليه يستغفر لكما، يغفر الله لكما. فمكثا يطلبانه عشر سنين لا يقدران عليه). انتهى.
ومن الطبيعي أن هذه الرواية تريد تلطيف رواية أن المخاطب بذلك عمر وحده، لأن أويسا كان من شيعة علي ولم يكن من شيعة عمر، فجعلت الخطاب لهما معا!
أما ابن سلام الأباضي فقد ذكر في كتابه بدء الإسلام / 79، أن المخاطب بذلك هما أبو بكر وعمر...
ولعل بعضهم روى أن المخاطب بذلك عثمان بن عفان، مع أن اسم عثمان غائب عن أحاديث أويس كليا، رغم أن خلافته امتدت بضع عشرة سنة!
فهذا الاضطراب في تسمية الذين خاطبهم النبي (صلى الله عليه وآله) في أمر أويس، يقوي ما ورد في مصادرنا من أن النبي (صلى الله عليه وآله) خاطب المسلمين عامة، وخاطب عليا (عليه السلام) خاصة، بأن أويسا سيبايعه ويقتل معه، فجعل الرواة هذه الفضيلة للخلفاء قبله، كما هو دأبهم في مصادرة فضائل علي (عليه السلام) وتلبيسها لغيره!
ولا يتسع البحث للإفاضة في هذا الموضوع.
- قال المفيد في الإرشاد: 1 / 315:
في حديث عن علي (عليه السلام) أنه قال: الله أكبر أخبرني حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) أني أدرك رجلا من أمته يقال له أويس القرني يكون من حزب الله ورسوله، يموت على الشهادة، يدخل في شفاعته مثل ربيعة ومضر. انتهى.
ونحوه في الخرائج والجرائح: 1 / 200، وإعلام الورى / 170، والثاقب في المناقب / 266، وبحار الأنوار: 37 / 299 و 38 / 147.