في قول الله يا بن الكوا وقالوا بلى، فقال لهم: إني أنا الله ولولا إله إلا أنا، وأنا الرحمان، فأقروا له بالطاعة والربوبية، وميز الرسل والأنبياء والأوصياء، وأمر الخلق بطاعتهم فأقروا بذلك في الميثاق، فقال الملائكة عند إقرارهم: شهدنا عليكم يا بني آدم أن تقولوا يوم القيمة إنا كنا عن هذا غافلين.
- في الكافي، محمد بن يحيى وغيره، عن أحمد عن موسى بن عمر، عن ابن سنان عن سعيد القماط، عن بكير بن أعين قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام): لأي علة وضع الله الحجر في الركن الذي هو فيه ولم يضع في غيره؟ ولأي علة يقبل؟ ولأي علة أخرج من الجنة، ولأي علة وضع ميثاق العباد فيه والعهد فيه ولم يوضع في غيره، وكيف السبب ذلك؟ تخبرني جعلني الله فداك فإن تفكري فيه لعجب!
قال فقال: سألت وأعضلت في المسألة واستقصيت، فافهم الجواب وفرغ قلبك وأصغ سمعك، أخبرك إن شاء الله، إن الله تبارك وتعالى وضع الحجر الأسود وهي جوهرة أخرجت من الجنة إلى آدم (عليه السلام) فوضعت في ذلك الركن لعلة الميثاق، وذلك أنه لما أخذ من بني آدم من ظهورهم ذريتهم حين أخذ الله عليهم الميثاق في ذلك المكان وفي ذلك المكان ترائى لهم، وفي ذلك المكان يهبط الطير على القائم (عليه السلام) فأول من يبايعه ذلك الطير، وهو والله جبرئيل (عليه السلام) وإلى ذلك المقام يسند القائم ظهره وهو الحجة والدليل على القائم، وهو الشاهد لمن وافى في ذلك المكان، والشاهد على من أدى إليه الميثاق والعهد الذي أخذ الله عز وجل على العباد.
فأما علة ما أخرجه الله من الجنة، فهل تدري ما كان الحجر؟ قلت: ولولا ، قال: كان ملكا من عظماء الملائكة عند الله فلما أخذ الله من الملائكة الميثاق كان أول من آمن به وأقر ذلك الملك، فاتخذه لله أمينا على جميع خلقه، فألقمه الميثاق وأودعه عنده، واستعبد الخلق أن يجددوا عنده في كل سنة الإقرار بالميثاق والعهد الذي أخذ الله عز وجل عليهم، ثم جعله الله مع آدم في الجنة يذكره الميثاق ويجدد عنده الإقرار في كل سنة، فلما عصى آدم أخرج من الجنة أنساه الله العهد والميثاق الذي