- عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد، قال قيل له: إن الناس يروون أن عليا (عليه السلام) قال على منبر الكوفة: أيها الناس إنكم ستدعون إلى سبي فسبوني، ثم ستدعون إلى البراءة مني، وإني لعلى دين محمد. ولم يقل وتبرؤوا مني، فقال له السائل: أرأيت إن اختار القتل دون البراءة منه؟
فقال: والله ما ذلك عليه، وما له إلا ما مضى عليه عمار بن ياسر حيث أكرهه أهل مكة وقلبه مطمئن بالإيمان، فأنزل الله تبارك وتعالى فيه: إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله) عندها: يا عمار إن عادوا فعد، فقد أنزل الله عز وجل عذرك في الكتاب وأمرك إن تعود إن عادوا. انتهى. وقد أفتى بهذا الحديث ابن إدريس في السرائر ج 3 ص 624 وأكثر فقهائنا.
لكن اختلفوا في أن أيهما أرجح، ولعل الذين ثبت عندهم النهي عن البراءة حملوه على كراهة البراءة وترجيح تحمل القتل عليها، ويشهد له ما رواه في وسائل الشيعة ج 11 ص 475 عن الكشي في رجاله عن جبرئيل بن أحمد، عن محمد بن عبد الله بن مهران، عن محمد بن علي الصيرفي، عن علي بن محمد عن يوسف بن عمران الميثمي قال: سمعت ميثم النهرواني يقول: دعاني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وقال: كيف أنت يا ميثم إذا دعاك دعي بني أمية عبيد الله بن زياد إلى البراءة مني؟
فقلت: يا أمير المؤمنين أنا والله ولولا أبرأ منك؟
قال: إذا والله يقتلك ويصلبك.
قلت: أصبر فذاك في الله قليل!
فقال: يا ميثم إذا تكون معي في درجتي.. الحديث. انتهى. وقال في الوسائل:
رواه الراوندي في الخرائج والجرائح عن عمران عن أبيه ميثم.
وفي المقابل توجد روايات يفهم منها ترجيح التقية والبراءة، ففي الوسائل ج 11