بسبي والبراءة مني، فأما السب فسبوني فإنه لي زكاة ولكم نجاة، وأما البراءة فلا تتبرؤوا مني فإني ولدت على الفطرة وسبقت إلى الإيمان والهجرة.
- شرح الأخبار ج 1 ص 159:
- عن الشعبي أنه كان يقول: سمعت رشيد الهجري والحارث الأعور الهمداني وصعصعة بن صوحان العبدي وسالم بن دينار الأزدي، كلهم يذكرون أنهم سمعوا علي بن أبي طالب (عليه السلام) على منبر الكوفة يقول في خطبته: يا معشر أهل الكوفة، والله لتصبرن على قتال عدوكم أو ليسلطن الله عليكم أقواما أنتم أولى بالحق منهم، فيعذبكم الله بهم ثم يعذبهم بما شاء من عنده، أو من قتلة بالسيف تفرون إلى الموت على الفراش. فإني أشهد إني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إن معالجة ملك الموت لأشد من ضربة ألف سيف، أخبرني جبرئيل يا علي إنه يصيبكم بعدي أثرة وزلزال، فعليكم بالصبر الجميل.
وقال لي أيضا: قضاء مقضي على لسان النبي الأمي: إنه ولولا يبغضك يا علي مؤمن ولا يحبك كافر، وقد خاب من حمل ظلما وافترى. ثم جعل يقول لنفسه: يا علي إنك ميت مقتول، بل مقتول إن شاء الله، فما ينتظر أشقاها أن يخضب هذه من هذا، ثم أمر يده اليمنى على لحيته، ثم وضعها على رأسه، ثم قال: أما لقد رأيت في منامي أنه يهلك في اثنان ولا ذنب لي: محب غال، ومبغض قال. ثم قال: إلا أنكم ستعرضون على البراءة مني فلا تتبرأوا مني، فإن صاحبكم والله على فطرة الله التي فطر الناس عليها. ثم نزل عن المنبر.
- شرح الأخبار ج 1 ص 169:
-... ثم قال: سيظهر عليكم بعدي رجل وإنه سيعرضكم على سبي والبراءة مني، فإن خفتموه فسبوني فإنما هي زكاة ونجاة، وإن سألكم البراءة مني فلا تبرؤوا مني فإني على الفطرة.