قال: يا بن رسول الله فكيف أختار الأدون؟! بل أختار الأفضل، الكلمة التي أقهر بها عدو الله وأذوده عن أوليائه.
فقال الحسن بن علي صلى الله عليه وآله: قد أحسنت الاختيار، وعلمه الكلمة وأعطاه عشرين ألف درهم، فذهب فأفحم الرجل، فاتصل خبره به فقال له حين حضر معه: يا عبد الله ما ربح أحد مثل ربحك، ولا اكتسب أحد من الأوداء مثل ما اكتسبت: مودة الله أولا، ومودة محمد وعلي ثانيا، ومودة الطيبين من آلهما ثالثا، ومودة ملائكة الله تعالى المقربين رابعا، ومودة إخوانك المؤمنين خامسا. واكتسبت بعدد كل مؤمن وكافر ما هو أفضل من الدنيا ألف مرة، فهنيئا لك هنيئا). (الإحتجاج: 1 / 11 والبحار: 2 / 8 وتفسير العسكري ص 347) هذه هي قيمة إحياء النفس بالمفهوم القرآني.
والمهم أن نعرف بماذا يتم إحياء النفوس حتى نحيي أنفسنا وأنفس غيرنا؟
هذا شهر رمضان يقبل علينا، ونفوس الناس تتهيأ فيه لتلقي الفيض والعطاء الإلهي، لمجاهدتهم نوازع الشهوات. وأهم واجباتكم أنتم طبقة العلماء والفضلاء، أن تستفيدوا من هذه الفرصة في إحياء نفوس الناس: ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا! وإن من أهم مصاديق إحياء الأنفس تعريفها بعقائد الإسلام خاصة إمام زمانها عليه السلام، وذلك للحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وآله: (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية). (1) فإحياء النفوس في عصرنا معرفته وتعريف الناس به، وإيجاد الارتباط بين أيتام آل محمد صلى الله عليه وآله وبين هذا الأب المحجوب الغائب عن الأنظار عليه السلام فإن الارتباط بالله تعالى لا يتحقق إلا عن طريق الارتباط بهم عليهم السلام. الارتباط بمن منه الوجود لا يتحقق إلا بالإرتباط بمن به الوجود!