المهدي عليه السلام سر رباني كبير، وأنه عندما يحضر من عالم الغيب إلى عالم الشهود تقوم أشعة بدنه وجيوب النور التي خصه الله بها، مقام نور الشمس والقمر! كما أن أشعة نفسه المباركة تشرق على البشر فتخرج معادن الإنسانية من القوة إلى الفعل، والناس كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله معادن كمعادن الذهب والفضة! فكيف نستطيع معرفة شخصية من هذا النوع؟
كان لرسول الله صلى الله عليه وآله درعان، وهما من جملة مواريث النبوة عند الأئمة عليهم السلام، وأحد الدرعين علامة الإمامة العامة، وقد كان الأئمة عليهم السلام يلبسونها فتستوي عليهم، لأن من علامات الإمام أن تستوي عليه درع رسول الله صلى الله عليه وآله! (وإذا لبس درع رسول الله صلى الله عليه وآله كانت عليه وفقا، وإذا لبسها غيره من الناس طويلهم وقصيرهم زادت عليه شبرا). (الكافي: 1 / 388) (3) هذه هي الدرع الأولى، أما الثانية فهي خاصة للمهدي القائم عليه السلام ولا تستوي إلا عليه! قال الإمام الصادق عليه السلام: (ومن صار إليه السلاح منا أوتي الإمامة، ولقد لبس أبي درع رسول الله فخطت على الأرض خطيطا، ولبستها أنا فكانت وكانت، وقائمنا من إذا لبسها ملأها إن شاء الله). (بصائر الدرجات ص 195) فهي درع جعلها الله آية خاصة لخاتم الأنبياء رسول الله صلى الله عليه وآله وخاتم الأوصياء الإمام المهدي عليه السلام! ولا تستوي على غيرهما حتى على أمير المؤمنين عليه السلام أفضل الأولين والآخرين بعد النبي صلى الله عليه وآله!
ذلك أن أعظم مدارين وتسلسلين في دائرة الوجود هما النبوة والإمامة، وختم مدار النبوة برسول الله صلى الله عليه وآله، وختم الإمامة بالإمام المهدي عليه السلام، فلا تعجب إذا كانت بعض الصفات تختص به عليه السلام ويشترك فيها مع جده رسول الله صلى الله عليه وآله. وهناك نقطة هي أن النبي صلى الله عليه وآله هو (الخاتم لما سبق، والفاتح لما