استقبل) (4) فالنبي صلى الله عليه وآله خاتم لكل المراحل السابقة، وفاتح لمرحلة جديدة مستقبلة، أما صاحب الزمان عليه السلام فهو الخاتم المطلق!
ومن هنا كان من صفاته عليه السلام أنه (المنتهى إليه مواريث الأنبياء، ولديه آثار الأصفياء). المزار للشهيد الأول عليهم السلام ص 203، فهو نقطة نهاية المطاف في دائرة النبوة والإمامة، وعلى يده يحقق الله ثمراتها، وفيه يجمع الله ما شاء من ألطافه الخاصة التي وزعها في أنبيائه وأوليائه، ما كان أعطاه إلى نوح وإبراهيم وموسى وعيسى، فيجمعها في خاتم الحجج ومحقق أهداف الأنبياء عليهم السلام!
هذا هو الإمام صاحب الزمان صلوات الله عليه! الذي تحار فيه العقول كلما اقتربت فراشاتها من وهج سراجه!
إن معرفته تحتاج إلى إذن رباني خاص: وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين. (سورة التكوير: 29)، ولذا كان علينا أن نطلب من الله تعالى أن يعرفنا إياه عليه السلام: اللهم عرفني نفسك، فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك، اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك، اللهم عرفني حجتك، فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني. الكافي ج 1 ص 337 فلو كانت معرفته مسألة بسيطة لما احتاجت إلى هذا التضرع! بل هي من النعم التي تحتاج إلى رحمة وإذن رباني خاص!
إن الذي نملكه أن نداوم ليلا نهارا على ذكر الله تعالى ثم ذكره عليه السلام، وذكره من ذكر الله تعالى، فافتتحوا أيامكم واختموها بذكر اسمه الشريف، واذكروه في مجالسكم ومحافلكم حيثما كنتم، لعله يتعطف علينا بنظرة مما أعطاه الله، وإن النظرة منه لتغير عالما بأكمله!
سيدي يا حجة الله في أرضه.. أي شخصية ربانية أنت؟ وما الذي ضمته