ومصر هي مصر! التي كانت وما زالت مؤثرة على كل العالم الإسلامي، حتى على خصومها الوهابيين، وعلينا نحن الشيعة رغم خصوصيتنا المذهبية!
فمن طريف ما نلاحظه أن علماء المذهب الوهابي الذين هم مقلدون تقليدا حنبليا لابن تيمية، والشيخ محمد عبد الوهاب، قلدوا المصريين في تعويم الإجتهاد في الدين فأباحوه حتى لعوامهم! فهذه هيئة علمائهم تعطي إجازة اجتهاد لمعلمة عادية، تسألهم:
سؤال: أنا مدرسة دين متخرجة من الكلية المتوسطة قسم دراسات إسلامية، وقد اطلعت على مجموعة من الكتب الفقهية، فما هو الحكم حين أسأل من قبل الطالبات فأجاوبهن على حسب معرفتي، أي عن طريق القياس والاجتهاد دون التدخل في أحكام الحرام والحلال؟
جواب: الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه، وبعد: عليك مراجعة الكتب والاجتهاد، ثم الإجابة بما غلب على ظنك أنه الصواب ولاحرج عليك في ذلك! أما إذا شككت في الجواب ولم يتبين لك الصواب فقولي لا أدري، وعديهن بالبحث ثم أجيبيهن بعد المراجعة، أو سؤال أهل العلم للاهتداء إلى الصواب حسب الأدلة الشرعية. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
(التوقيع: اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء. عضو: عبد الله بن قعود، عضو: عبد الله بن غديان. نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي، الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز - كتاب فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء في المملكة العربية السعودية، مجلد: 5 / 48 - 49، فتوى رقم 4798).
أما السؤال الثالث من الفتوى رقم 4400، فهو من طالب مبتدئ يسألهم: هل أن من لم يحفظ ستة آلاف حديث فلا يحل له أن يقول لأحد هذا حلال وهذا حرام، فليتوضأ وليصل صلاته فقط.