أجابته هيئة علماء الوهابية: كل من تعلم مسألة من مسائل الشريعة الإسلامية بدليلها ووثق من نفسه فيها، فعليه إبلاغها وبيانها عند الحاجة، ولو لم يكن حافظا للعدد المذكور في السؤال. (نفس المصدر ونفس التواقيع).
وبهذه الفتاوى تضع يدك على السبب في انشقاقات الوهابيين وكثرة فرقهم حتى زادت على الثلاثين، وعلى سر تكفيرهم لبعضهم! وماذا ينتظر الذين يفتحون باب الإجتهاد للحفاة، ويقولون بحجية الظنون والاستحسانات!
* * كما نلاحظ أنا نحن الشيعة لم نسلم من داء تعويم الإجتهاد المصري! فقد سرى فينا، ونشأت ناشئة من متعلمينا ومن صغار طلبة علوم الدين يكتبون في عقائد الإسلام وشريعته، ويفتون فيها كما يفتي كبار الفقهاء!!
أذكر أنني قرأت يوما قبل نحو ثلاثين سنة، الرواية التالية في علل الشرائع للصدوق قدس سره: 1 / 241، قال: (حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال كنت عند الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح قدس الله روحه مع جماعة فيهم على بن عيسى القصري فقام إليه رجل فقال له: أريد أسألك عن شئ، فقال له: سل عما بدا لك، فقال الرجل: أخبرني عن الحسين بن علي صلى الله عليه وآله أهو ولي الله؟ قال: نعم، قال أخبرني عن قاتله لعنه الله أهو عدو الله؟ قال: نعم. قال الرجل: فهل يجوز أن يسلط الله عدوه على وليه؟! فقال له أبو القاسم قدس الله روحه: إفهم عني ما أقول لك، إعلم أن الله تعالى لا يخاطب الناس بشهادة العيان ولا يشافههم بالكلام، ولكنه عز وجل بعث إليهم رسلا من أجناسهم وأصنافهم بشرا مثلهم، فلو بعث إليهم رسلا من غير صنفهم وصورهم لنفروا عنهم ولم يقبلوا منهم، فلما جاؤوهم وكانوا