يأذن الله له ربه بالظهور، فيكمل مشروع الإسلام، ويظهره على الدين كله، ويعيد مسيرته إلى نصابها..
ما دام الأمر كذلك، فرؤيتنا للتاريخ تختلف كثيرا، وللمستقبل أيضا!
ومشروعنا في هداية الناس ودعوتهم إلى الإسلام لابد أن يكون منسجما مع المشروع الإلهي للإسلام في المعصومين من العترة عليهم السلام وأن يكون مشروعا ممهدا لخاتمهم الموعود صلوات الله عليه. ومن أول شروط الانسجام أن ينص أي مشروع عمل توعوي على مقام المعصوم عليه السلام في ثقافته.
ما دمنا نعتقد أنه قد وجد هذا المعصوم عليه السلام بعد النبي صلى الله عليه وآله، وأن النبي دل الأمة عليه، وأعلنه لها وليا وإماما، وأخذ منها البيعة والمواثيق على اتباعه، فالمسألة تختلف كثيرا!
لو أردنا أن نضرب للأمة مثلا مصغرا، لقلنا إن مثلها كجماعة في صحراء قاحلة، فيهم شخص واحد يملك الخريطة لنجاتهم ويجيد قراءتها، فائتمروا عليه وعزلوه ورفضوا خريطته، واتخذوا بدله أئمة ضلال تاهوا بهم يمينا وشمالا، تيها بعد تيه، وضلالا في ضلال، حتى شتتوهم في كل واد، ومزقوهم شر ممزق!
ونكتفي أمام هذا الكتاب بهذه الكلمات في بيان مقام الإمام المعصوم عليه السلام.
* * تبقى مسألة من أسوأ أنواع التنقيص من مقام لمعصوم عليه السلام، وهي مصادرة مقامات المعصومين عليهم السلام وإعطاؤها لغير المعصومين!
وظواهرها في أصحاب التشيع الإلتقاطي كثيرة، وقد توجد في غيرهم من