أنك قد مننت علي! فغضب وقال: والله لو لم يبق من أجلي إلا أن أحرك شفتي بكلمة لقلت أقتلوه! ثم دعا بقصاب فقال: لا تشحذ مداك، أتركها على حالها! وفصل هذا الفاسق وعجل لا يحضرن أجلي وعضوان من أعضائه في جسمه! ففصله حتى جعله أشلاء! فقال: عد أعضاءه، فعدت له أعضاؤه فإذا هي أربعة عشر عضوا! فرفع يديه إلى السماء فقال: اللهم كما مكنتني من ثأرك وعدوك فبلغت فيه رضاك، فمكني من أخيه! ثم أغمي عليه وتفرق من حضره!). انتهى.
ولم يكن الخلفاء العثمانيون أفضل من هذا الخليفة القصاب، بل أسوأ!
إن الذين حكموا الأمة من مخالفي أهل البيت عليهم السلام مثلهم كقراصنة بحر سطوا على سفينة نبي، فاعتقلوا ربانها ومعاونيه، وأبحروا بالسفينة وأهلها وحاربوا لصوصا آخرين في طريقهم، وحققوا عليهم انتصارات.
وفي المقابل اضطهدوا أهل السفينة وساموهم سوء العذاب، واتخذوا بعضهم أعوانا، ولم يوصلوا السفينة إلى الساحل، بل اختلفوا فيما بينهم وتقاتلوا، فرسوا بها في جزيرة، فاستلمها لصوص أجانب غنيمة باردة!
وخلاصة الأمر: ما دمنا نؤمن بإمامة أهل البيت النبوي عليهم السلام وظلامتهم العظيمة ونقيم تاريخ الإسلام بميزان الإسلام، فلا بد أن ننظر معا إلى الوجهين المضئ والمظلم، فهذا الوجه المظلم هو الذي قوض الكيان الشكلي للإسلام ومكن الظلام الغربي من السيطرة!
العلاقة بين المعصوم عليه السلام وغاصبي سلطته:
من أبرز مصاديق الخلل في فهم تاريخ الإسلام، الخطأ الذي يقع فيه بعض هؤلاء في فهم العلاقة بين الأئمة المعصومين عليهم السلام وغاصبي سلطتهم.
فمن الواضح أن الجدلية بين نبي صادق عليه السلام ومدع للنبوة، أو بين إمام