ودقتهم وتقواهم! والثلاثة هم الشيخ الأنصاري، والميرزا الشيرازي، والميرزا الشيرازي الثاني، قدس الله أرواحهم.
وكان الميرزا محمد تقي الشيرازي أعلى الله مقامه أعجوبة في الفكر، من حيث دقة النظر، وأعجوبة في متانته وصلابته.. فهو الذي وقف في وجه الإنكليز وأطلق ثورة العراق! شخص في مثل هذه الصفة، كان يوم عاشوراء حاسر الرأس حافيا، في موكب العزاء يلطم على صدره!
ما هذا العمل من رأس الشيعة ومرجعهم؟ نعم، كان رأس الشيعة، وهو في عاشوراء، حاسر الرأس حافي القدمين! وهذا علامة فقاهته لأنه يرى أن الإمام الرضا عليه السلام يقول: إن يوم الحسين أقرح جفوننا، وأسبل دموعنا، وأذل عزيزنا بأرض كرب وبلاء، أورثتنا الكرب والبلاء، إلى يوم الانقضاء! (8) إن يوم الحسين أقرح جفوننا.. إن أدق وألطف عضو في البدن هو العين، فماذا بلغت مصيبة الحسين حتى جرحت جفون الإمام الرضا عليه السلام؟!
إن الميرزا أعلى الله مقامه يفهم أن المصيبة التي أقرحت جفون الإمام الرضا عليه السلام، يجب أن يخرج لها حافيا حاسرا، ويلطم على صدره!
لقد كان رحمه الله أكبر مما قلنا، وكان عمله أكثر مما ذكرنا.
وأختم حديثي كما افتتحته بجملة للإمام الصادق عليه السلام رئيس المذهب، فهو الذي ينبغي أن يقول من هو الإمام الحسين عليه السلام، ومثله ينبغي له أن يقول! ففي تعليماته للشيعة في زيارة الإمام الحسين عليه السلام قال: إذا أتيت أبا عبد الله فاغتسل على شاطئ الفرات، ثم البس ثيابك الطاهرة، ثم امش حافيا، فإنك في حرم من حرم الله وحرم رسوله، وعليك بالتكبير والتهليل والتسبيح والتحميد، والتعظيم لله عز وجل كثيرا، والصلاة على محمد وأهل بيته، حتى تصير إلى باب الحير " الحائر "، ثم تقول: السلام عليك يا حجة الله وابن حجته... الخ.