التعليقات (1) في الاحتجاج: 1 / 5: (وأما الأخبار في فضل العلماء فهي أكثر من أن تعد أو تحصى، لكنا نذكر طرفا منها. فمن ذلك ما حدثني به السيد العالم العابد أبو جعفر مهدي بن أبي حرب الحسيني المرعشي رضي الله عنه، قال حدثني الشيخ الصادق أبو عبد الله جعفر بن محمد بن أحمد الدوريستي رحمه الله عليه، قال حدثني أبي محمد بن أحمد، قال حدثني الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي رحمه الله، قال حدثني أبو الحسن محمد بن القاسم المفسر الأسترآبادي، قال حدثني أبو يعقوب يوسف بن محمد بن زياد، وأبو الحسن علي بن محمد بن سيار، وكانا من الشيعة الإمامية، قالا: حدثنا أبو محمد الحسن بن علي العسكري عليه السلام، قال حدثني أبي عن آبائه عليهم السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: أشد من يتم اليتيم الذي انقطع من أمه وأبيه، يتم يتيم انقطع عن إمامه ولا يقدر على الوصول إليه، ولا يدري كيف حكمه فيما يبتلى به من شرائع دينه، ألا فمن كان من شيعتنا عالما بعلومنا فهذا الجاهل بشريعتنا المنقطع عن مشاهدتنا يتيم في حجره، ألا فمن هداه وأرشده وعلمه شريعتنا، كان معنا في الرفيق الأعلى).
(وفي الاحتجاج: 1 / 8: (وبهذا الإسناد عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري قال: قال الحسين بن علي عليه السلام: من كفل لنا يتيما قطعته عنا محنتنا باستتارنا، فواساه من علومنا التي سقطت إليه، حتى أرشده وهداه قال الله عز وجل: أيها العبد الكريم المواسي لأخيه، أنا أولى بالكرم منك، إجعلوا له يا ملائكتي في الجنان بعدد كل حرف علمه ألف ألف قصر، وضموا إليها ما يليق بها من سائر النعيم.
وبهذا الإسناد عنه عليه السلام قال قال محمد بن علي الباقر عليه السلام: العالم كمن معه شمعة تضئ للناس، فكل من أبصر بشمعته دعا بخير، كذلك العالم معه شمعة تزيل ظلمة الجهل والحيرة، فكل من أضاءت له فخرج بها من حيرة أو نجا بها من جهل، فهو من عتقائه من النار، والله يعوضه عن ذلك لكل شعرة لمن أعتقه ما هو أفضل له من الصدقة بمائة ألف قنطار، على الوجه الذي أمر الله عز وجل به، بل تلك الصدقة وبال على صاحبها لكن يعطيه الله ما هو أفضل من مائة ألف ركعة يصليها من بين يدي الكعبة.